احتفالات الكسالى
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
سألني صديقي الكردي:
أنتم الشعب الوحيد الذي يحتفل بالعيد على مدى ثلاثة اشهر متواصلة، لماذا كل هذا التعب؟؟
قلت له ماذا تقصد؟
قلل: دائما أسمع التلفيزيونات اليمنية تقول، أعياد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر٠
وبذلت جهدا كبيرا لأفسر له لماذا يقول المسؤولون اليمنيون أعياد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
قال لي إذن لماذا لا تحتفلون بكل عيد منفرداً وتختصرون أيام الاحتفالات بثلاثة أيام بدلا من ثلاثة أشهر.؟.
قلت له:
إياك أن تصدق أن كل الأشهر الثلاثة احتفالات، إنه مجرد خطاب عبر التلفيزيون في كل مرة ليس إلا وانتهى الأمر.
وكرر السؤال ولماذا تقولون سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
قلت له إنه احتفال الكسالى، فهم لا يرغبون في الحديث عن كل مناسبة على حدة، ومن ناحية أخرى هم لا يرغبون في تذكير الجنوبيين أن ثورة اكتوبر واستقلال نوفمبر جنوبيان، وبالنسبة للعيد الأول هو العيد الوحيد الذي يتباهى به هؤلاء المسؤولون لأنهم يعتبرونه عيد الثورة الأم، لكن المفارقة الكبرى أن الذين يدعون بأنهم أصحابه الحقيقيون والشرعيون، يحتفلون به في المهجر بعد أن سلموا الثورة والجمهورية التي أتت بها لأعدائهما، و المفارقة الأكثر غرابة أن من أسقطتهم الثورة يحتفلون بها في داخل العاصمة بعد ان أسقطوها وأعادوا النظام الذي أسقطته.
أما بالنسبة للعيدين الأخيرين، أكتوبر ونوفمبر فهما محشوران حشرا على العيد الأول، تم أخذهما كغنيمة مع الغنائم المهولة التي أخذوها من الجنوب، ولذلك لا ينظر لهما المحتفلون بشيء من التوقير والتمجيد، بل على العكس فقد قام المحتفلون المغتربون بتدمير كل ما له صلة بهذين العيدين الجميلين، واحتفظوا بالاحتفال فقط، ولذلك فإنك ستسمع خطابات رنانة ومفردات مطاطة وعبارات زئبقية عن الثورة والاستقلال، الذي سموه الجلاء، ولكنهم لا يذكرون هدفا واحداً من اهدافهما ولا منجزا واحداً من منجزاتهما، لأنهم هم من دمر هذه الأهداف وتلك المنجزات.
قال صاحبي الكردي:
- ولك يا زلمي حيرتني، والله ما فهمت حاجة، كيف اللي دمروا واللي يحتفلوا واللي اسقطوا واللي استحوذوا!!
ثم مواصلاً:
- بالك!! أنتم اليمنيين لو جاء آينشتاين عندكم رح تجننوه.
يالله! خاطرك!!
وانصرف صاحبي يضرب أخماساً في أسداس.