دعوات أممية خجولة نحو السلام تحت ضجيج مسيرات الحوثي
في الوقت الذي تمارس فيه المليشيات الحوثية الإرهابية تصعيدًا عسكريا باستخدام الطائرات المسيرة سواء كان ذلك على جبهات الحديدة أو باتجاه المملكة العربية السعودية، اكتفت الأمم المتحدة بتجديد دعواتها الخجولة نحو السلام، واستمر صمتها الدائم على جرائم العناصر المدعومة من إيران.
حالة الضعف التي تسيطر على الأمم المتحدة في تعاملها مع الجرائم الحوثية يبرهن على أنها لن تكون قادرة على إنجاز أي سلام على الأرض، وإن مضت بالفعل في هذا الطريق فإنها لن تستطيع إنزال أي اتفاق يجري التوصل إليه على أرض الواقع، بما يسمح بتكرار واقعة اتفاق السويد والذي لم يجد طريقا للتطبيق حتى الآن بعد مرور عامين على توقيعه بين الشرعية والمليشيات الحوثية.
لم تعد دعوات الأمم المتحدة ذات مغزى سياسي قوى، طالما أنها جاءت من دون رعاية دولية لقوى عظمى تستطيع تغيير الأوضاع على أرض الواقع، وتبدو دعوات مارتن غريفيث المستمرة كأنها بلا ظهير سياسي يدعمها، ما يجعلها تمضي من دون أن يلتفت إليها أحد، تحديدا بعد أن فشلت خطته في تمرير الإعلان المشترك الذي اعترضت عليه الشرعية والمليشيات الحوثية أيضا.
لن تجري حلحلة عملية السلام في ظل الظروف الدولية الراهنة في ظل انتهاء ولاية الإدارة الأمريكية الحالية ووجود إدارة جديدة بآليات مختلفة من المقرر أن تتسلم مهام عملها في منتصف الشهر المقبل، لكن هذا التاريخ بالتأكيد لن يكون بداية لتحريك الملف اليمني لأن إدارة بايدن ستكون بحاجة لمزيد من الوقت من أجل دراسة الملف والتعرف على مسارات الضغط التي ستذهب باتجاهها.
جدد المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، دعمه لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف النار في جميع مناطق النزاع بالعالم، ودعا في تغريدة على حسابه بتويتر، اليوم الاثنين، إلى إسكات المدافع والقفز نحو السلام والمصالحة، مشددًا على وضع مصلحة المواطنين أولًا، مشيرًا إلى أن أطراف النزاع يجب أن تجتمع للاتفاق على طريقة لإنهاء هذه الحرب، مؤكدًا أن اليمن لا يستطيع الانتظار.
فيما كشفت صحيفة البيان الإماراتية في تقرير نشرته اليوم الاثنين، عن إجراء بعثة مراقبة دعم اتفاق الحديدة (أونمها) مباحثات حول خطة إعادة انتشار جديدة، مشيرة إلى أن كبير مراقبي الأمم المتحدة في محافظة الحديدة الجنرال ابهيجيت جوها ونائبته دانييلا كروسلاك، بحثا مع طرفي الاتفاق خطة جديدة لإعادة الانتشار بعد نحو عام على تعثر تنفيذ الخطة السابقة.
ونقلت عن مصادرها أن المناقشات جرت مع ممثلي طرفي الاتفاق بشكل منفصل، مؤكدة أن إعلان تفاصيلها مرتبط بالموافقة عليها، ولفتت الصحيفة إلى أن الاقتراحات تستجيب لطلب تغيير مقر إقامة بعثة المراقبة الأممية من السفينة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، الراسية في ميناء الحديدة.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه التحالف العربي، اعتراض طائرة مُسيرة للمليشيات الحوثية الإرهابية أطلقتها باتجاه السعودية، وقال في بيان، إن المليشيات المدعومة من إيران تواصل محاولات استهداف المدنيين، وشدد على استمرار جهوده في تحييد وتدمير القدرات النوعية لدى المليشيا الإرهابية
كما أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، ست طائرات بدون طيار (مُسيرة)، في سماء الجبلية وحيس والتحيتا جنوبي محافظة الحديدة.
ورصدت القوات المشتركة، تحليق أربع مُسيرات في منطقة الجبلية، وواحدة في حيس، وواحدة في التحيتا، وشهدت الفترة الماضية تصعيدًا عسكريًا واسعًا من المليشيات المدعومة من إيران، ضد المدنيين، بهجمات متعمدة على مدن وقرى المحافظة.