التغريدة وحدها لا تكفي.. نظرة على سياسة جريفيث وتعقيدات اليمن
بين حين وآخر، يحرص المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث على توجيه نداءات لتحقيق السلام ووقف الحرب القائمة منذ صيف 2014، والتي طال أمدها أكثر مما يُطاق.
ففي دعوة تضاف إلى سلسلة طويلة من التحركات المماثلة، جدد المبعوث الأممي لليمن، جارتن غريفيث، دعمه لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف النار في جميع مناطق النزاع بالعالم.
دعوة جريفيث جاءت في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، طالب فيها بإسكات المدافع والقفز نحو السلام والمصالحة، مشددًا على وضع مصلحة المواطنين أولًا.
وقال المبعوث الأممي إنّ أطراف النزاع يجب أن تجتمع للاتفاق على طريقة لإنهاء هذه الحرب، مؤكدًا أن اليمن لا يستطيع الانتظار.
جريفيث يبذل جهودًا مضنية من أجل تحقيق السلام في اليمن، لكنّ هذه الجهود دائمًا ما تصطدم بتحركات حوثية خبيثة ترمي إلى إفشالها بشكل كامل، ويتجلّى هذا الأمر واضحًا في إصرار المليشيات على التصعيد العسكري طوال الوقت.
ولا أدل على ذلك من الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لبنود اتفاق السويد، ذلك المسار الذي نظر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي، لكنّ المليشيات أفشلته بسبب خروقاتها التي تجاوزت الـ15 ألف انتهاك.
وبات واضحًا أنّ مليشيا الحوثي لا تريد الجنوح نحو السلام، وتسعى بكل الطرق للعمل على إطالة أمد الحرب إلى أبعد وقتٍ ممكن، وذلك من أجل الحفاظ على مصالحها وتحقيق أكبر قدر من المكاسب لا سيّما فيما يتعلق بجرائم النهب والسطو التي ترتكبها المليشيات ومكّنتها من تحقيق ثروات ضخمة للغاية.
هذه الحقيقة بات لزامًا أن تصل إلى مسامع المسؤولين الأمميين، على نحو يبعث مزيدًا من الحيوية على التحركات الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، وهذه الحيوية تشمل ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لهذا الفصيل الإرهابي عملًا على إخماد لهيب الحرب.
وما يحتّم من ضرورة الإسراع في هذا التغيّر الاستراتيجي في السياسة الأممية هو أنّ الحرب الحوثية القائمة خلّفت أزمة إنسانية شديدة التعقيد، يعاني من ويلاتها أغلب السكان المحاصرين بين أطنان كثيرة من المعاناة التي لا تُطاق.