عبث الشرعية باتفاق الرياض.. استهداف غادر للوضع الإنساني (تحليل)
فيما مضى أكثر من عام على اتفاق الرياض، لا تزال حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني العبث بهذا المسار الذي يحمل أهمية استراتيجية قصوى فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
وتتوالى الدعوات من كل حدب وصوب التي تحث الشرعية على الالتزام بمسار اتفاق الرياض، أملًا في أن يُشكل ذلك ضغطًا فعالًا على هذه الحكومة من أجل احترام هذا المسار والالتزام به.
وبكل تأكيد، فإنّ إقدام الشرعية على إحلال مزيد من العبث والخروقات لهذا الاتفاق، يضاعف من تعقيدات الصراع، وهو ما يهدر فرصًا عديدة نجو استقرار سياسي وحسم عسكري، يكون مقدمة نحو حلحلة مطلوبة وملحة في العمل الإغاثي.
ففي هذا الإطار، أعرب المبعوث البريطاني الخاص لمنع المجاعة والشؤون الإنسانية نيك داير، عن تطلعه إلى العمل مع الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض لحشد الموارد في المجال الإنساني.
المبعوث البريطاني أكّد في تصريحات صحفية، ثقته في العمل مع الحكومة الجديدة لتنسيق المهام والتعاون المشترك من أجل حشد الموارد والدعم في المجالين الاقتصادي والإنساني.
هذه الدعوة البريطانية يمكن النظر إليها باعتبارها مقدمة نحو مزيد من الحشد الإغاثي والإنساني صوب مرحلة شديدة الأهمية، بالنظر لما خلّفته الحرب الراهنة من أزمة شديدة البشاعة على الصعيد الإنساني.
ولا شك أنّ المرحلة المقبلة تستلزم مزيدًا من الضغط على معسكر الشرعية من أجل إلزامها باحترام مسار اتفاق الرياض بشكل كامل، عملًا على تشكيل حكومة جديدة، قوامها من الكفاءات، يكون شغلها الشاغل الانخراط إلى جانب التحالف العربي في جهوده التي تكافح التمدّد الإيراني "عبر الذراع الحوثية".
النجاح في الضغط على الشرعية وإلزامها باحترام مسار اتفاق الرياض سيتبعه استقرارٌ سياسي وعسكري، يُشكّل لبنةً أولى على طريق تركيز الجهود حول العمل على فتح ممرات إنسانية بشكل عاجل لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية تعرفها البشرية في الوقت الراهن.
في الوقت نفسه، فإنّ إقدام الشرعية على السير في طريق مغايرة سيقلّل من فرص الاستقرار السياسي والحسم العسكري، وبالتأكيد الحيلولة دون إفساح المجال أمام تحسن مطلوب في الوضع الإنساني.