التصعيد اليومي.. نيران حوثية تحرق آمال التهدئة

الجمعة 11 ديسمبر 2020 01:13:00
"التصعيد اليومي".. نيران حوثية تحرق آمال التهدئة

منذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018، لم يمر يومٌ من دون أن تمارس المليشيات الحوثية مزيدًا من التصعيد العسكري، على نحوٍ يتسبّب بشكل رئيسي في إطالة أمد الحرب.

ففي الساعات الماضية، وثّقت القوات المشتركة 75 هجومًا لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بمناطق متفرقة جنوبي محافظة الحديدة.

هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية توزعت على امتداد مديريات حيس والتحيتا والدريهمي والجاح ومدينة الحديدة، في استمرار للتصعيد تجاه المدنيين.

كما شملت خروقات عناصر المليشيا للهدنة الأممية في الحديدة، اعتداءات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتسيير طائرات بدون طيار.

إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري على هذا النحو هو بمثابة برهانٌ من هذا الفصيل الإرهابي على مساعيه الخبيثة نحو العمل على إطالة أمد الحرب.

وتبعث المليشيات من وراء هذه الاعتداءات برسالة إلى الأمم المتحدة بأنّها لن تنخرط في مسار للسلام، وأنّها تظل شوكة في حلق مساعي تحقيق الاستقرار بشكل كبير.

وبات واضحًا أنّ إقدام المليشيات الحوثية على هذه السياسة الخبيثة أمرٌ يعود إلى قناعة هذا الفصيل بأنّ بقاءه مرتبط بشكل كبير باستمرار الحرب وفرض مزيدٍ من التعقيدات عليها، وهو ما يُكبد السكان كلفة باهظة للغاية.

واستطاعت المليشيات الحوثية أن تستغل الحالة العبثية الناجمة عن الحرب في العمل على تكوين ثروات ضخمة، توسّعت من خلال جرائم النهب والسطو التي دأبت المليشيات على ارتكابها على صعيد واسع.

في الوقت نفسه، فإنّ الحرب الحوثية خلّفت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، استنادًا إلى الأرقام والبيانات التي تصدرها الأمم المتحدة وتوثّق هول الأزمة في اليمن.

ويعيش 80% من السكان وهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة، كما أنّ ما يقرب من 10 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مؤكدةً أن سوء التغذية قد تسبب في العديد من حالات الوفاة.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر قبل أشهر، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.

هذا الوضع المرعب الذي تغذيه المليشيات الحوثية بجرائمها الغادرة، يستلزم أن تُغيّر الأمم المتحدة في استراتيجيتها، بأن تحرص على اتخاذ إجراءات رادعة تلزم المليشيات بوقف لهيب الحرب.