حادث جدة.. لماذا يغفل العالم عن اقتلاع مليشيات إيران؟
أثار تعرض ناقلة نفطية ترسو بالقرب من مدينة جدة السعودية لحادث إرهابي، جملة من التساؤلات حول غض المجتمع الدولي بصره عن مليشيات إيران التي تورطت من قبل في حوادث عديدة مشابهة وأضحت أنها تمثل تهديدا مباشرا لحركة التجارة العالمية وانتظام الملاحة في البحر الأحمر؟
في كل مرة ترتكب فيها المليشيات المدعومة من إيران حادثا مشابها يجري الحديث عن وجود تحركات أميركية لتصنيف المليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية لكن سرعان ما تتبخر تلك التحركات من دون أن يكون هناك إجراء عقابي رسمي وفاعل ضد المليشيات التي أصبح لديها من الجرأة لارتكاب جرائمها، لأنها تدرك أنها لن تواجه بعقوبات دولية.
يرى مراقبون أنه لا مواجهة حقيقية لإرهاب إيران في المنطقة من دون اقتلاع مليشياتها وتضييق الخناق عليها من خلال فرض العقوبات وأن تركها من دون أي تحركات يجعلها تتمدد في جرائمها، وأن تلك التهديدات لا تستهدف المملكة العربية السعودية فحسب لكنها ستوثر سلبا على استقرار حركة التجارة العالمية.
يبدو من الواضح أنه لا توجد رغبة حقيقية في التعامل مع مليشيات إيران، وأن جهود المجتمع الدولي في هذا الإطار تقتصر على بيانات الإدانة والشجب، في ظل غياب أدوار مجلس الأمن المنوط به التحرك لفرض عقوبات يؤمن عليها المجتمع الدولي لتصبح فاعلة على أرض الواقع.
كشف مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، عن تعرض ناقلة نفطية، راسية في الفرضة المُخصصة لتفريغ الوقود في جدة، لهجوم بقارب مُفخخ، فجر اليوم الاثنين، وأشار إلى أن الانفجار نتج عنه اشتعال حريقٍ صغير، تمكنت وحدات الإطفاء والسلامة من إخماده، نافيًا وقوع أي إصاباتٍ أو خسائر في الأرواح.
وشجب المصدر، الهجوم الإرهابي، مؤكدًا أنه يأتي بعد فترة وجيزة من الهجوم على سفينة أخرى في الشُّقيق، وعلى محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، ولفت إلى الاعتداء على منصة التفريغ العائمة التابعة لمحطة توزيع المنتجات البترولية في جازان.
وشدد على أن هذه الأعمال الإرهابية التخريبية، الموجهة ضد المنشآت الحيوية، تتخطى استهداف المملكة، ومرافقها الحيوية، إلى استهداف أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي.
ومن جانبه، قال السفير خالد منزلاوي نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن أدان اليوم الاثنين، هجوم مليشيا الحوثي على منشآت نفطية سعودية.
وأوضح في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، فجر اليوم، أن مجلس الأمن الدولي أدان بشدة هجوم مليشيا الحوثي الارهابية على منشآت نفطية في جدة بالمملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي.
فيما أدان رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، استهداف ناقلة نفطية بميناء جدة بزورق مفخخ في اعتداء إرهابي جبان، وشدد في بيان، اليوم الاثنين، على أن المساس بأمن المملكة هو تهديد للأمن القومي العربي.
وطالب المجتمع الدولي بالوقوف في مواجهة الأعمال الإرهابية التي تستهدف نشر الفوضى والدمار والتخريب، بإجراءات رادعة ضد مرتكبيها ومموليها وداعميها، ونبه إلى أن هذا الاعتداء الإرهابي يقع بعد فترة وجيزة من اعتداءات إرهابية جبانة ضد المنشآت النفطية والحيوية بالمملكة العربية السعودية.
أدان أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان، اليوم الاثنين، استهداف ناقلة نفط في ميناء جدة عبر زورق مفخخ، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الإرهابية لا تستهدف المملكة العربية السعودية، وإنما تمثل تهديدًا خطيرًا للتجارة الدولية ومبدأ حرية الملاحة.
وندد بالأعمال التخريبية، مشددا على التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية في أية إجراءاتٍ تتخذها دفاعا عن أمنها، وحذر من أن أمن البحر الأحمر لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، موضحا أنه يمثل أهمية للتجارة الدولية، معتبرا أن النيل من استقراره يهدد الأمن والاستقرار العالمي.
