هدايا المجتمع الدولي للإرهاب الإخواني الحوثي
رأي المشهد العربي
شهدت الأزمة اليمنية خلال الأيام الماضية جملة من التحولات السياسية السريعة، على رأسها إلغاء تصنيف المليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية وتعيين مبعوث أمريكي جديد لليمن، ونهاية بالزيارة المفاجئة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى العاصمة الإيرانية طهران، وهو ما أخرج الدعم الإيراني للحوثيين إلى العلن.
تسارع وتيرة التحولات يجعل هناك ضبابية بشأن الرؤية الدولية لحل الأزمة اليمنية، ويبدو واضحًا أن هناك مبادئ جديدة للحل مازالت في طور التكوين، ومن غير المعروف حتى الآن ماهية الرؤية الأمريكية بشأن الحل بعد أن قدمت هداياها إلى إيران والمليشيات الحوثية دون أن يكون هناك مقابل لذلك، ومازالت جميع الأطراف الدولية تجهل تعقيدات الصراع الداخلي وماهية الأسباب التي دفعت المليشيات الحوثية للتمدد شمالًا خلال الأشهر القليلة الماضية.
ثمة مشكلات بشأن الموقف الدولي من الأزمة اليمنية لأن جميع الأطراف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تربط بين الضغط على إيران التي تمضي في طريقها نحو تخصيب اليورانيوم وبين الحل في اليمن، في حين أنه من المفترض أن لا يتم الربط بين الأمرين لأن الحل لابد أن يأتي من الداخل وهناك حلول وخطوات عديدة من الممكن اتخاذها لإرغام المليشيات الحوثية للجلوس على طاولة المفاوضات بعيدًا عن حشر إيران المباشر في القضية.
التوجه الأمريكي والدولي نحو إدخال إيران كطرف أساسي يترك ثغرات عديدة من الممكن استغلالها للتهرب من الوصول إلى حل سياسي وهو ما يترتب عليه بشكل مباشر إطالة أمد الأزمة اليمنية لسنوات قادمة ما يشي بأن الإرادة الدولية للحل مازالت غائبة حتى الآن مع كل هذه التحولات التي تجري على الساحة.
وعلى جانب آخر فإن تخفيف الضغوطات على المليشيات الحوثية التي كانت ستواجه أزمة حقيقية حال جرى تفعيل قرار وضعها على لائحة التنظيمات الإرهابية يصب مباشرة لصالح مليشيات الإخوان الإرهابية والتي ستجد الفرصة سانحة لتعزيز تعاونها مع العناصر المدعومة من إيران، وهو ما يفتح الباب أيضًا أمام مزيد من التقارب بين إيران وتركيا وقطر وبالتالي مزيد من تدخل قوى إقليمية معادية تبحث عن نفوذ لها في داخل اليمن، ما يصب في النهاية لصالح إطالة أمد الصراع أيضًا.
الأبرياء وحدهم هم من سيدفعون ثمن هذا الارتباك الدولي الواضح، لأنه من المتوقع أن تتضاعف الجرائم الحوثية خلال الفترة المقبلة لأنها أضحت تدرك أنها حققت انتصارًا على المجتمع الدولي، ولن تخشى من أي ردة فعل دولية، إذ أن إطلاق طائراتها المسيرة أمس الأحد باتجاه المملكة العربية السعودية لم يواجه سوى بخطاب إدانة من الولايات المتحدة ولم تعلق الأمم المتحدة على الأمر بالرغم من أن العمليات الإرهابية جاءت في وقت يتواجد فيه مبعوثها في إيران.