تسليم مأرب ضمن مخطط حرب الإخوان ضد الجنوب
رأي المشهد العربي
استغلت مليشيات الإخوان الإرهابية حالة الارتباك الدولية بشأن السلام في اليمن تزامنًا مع تراجع الإدارة الأمريكية عن مواقفها الضاغطة على المليشيات الحوثية من أجل تمرير مخططات استهداف الجنوب، وبدا ذلك واضحًا من خلال تمدد العناصر المدعومة من إيران داخل مأرب خلال اليومين الماضيين دون أي مواجهة من قوات الشرعية الإخوانية.
في الوقت الذي كانت فيه بوصلة المعركة تتجه صوب المليشيات الحوثية في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض وإرغام مليشيات الإخوان للتخلي عن هيمنتها السابقة على الحكومة، ما أعطى مؤشرات إيجابية لإمكانية تصويب سلاح الشرعية الإخوانية، جاءت التحولات المتلاحقة على الساحة الدولية سياسيًا بوصول الرئيس جو بايدن على رأس إدارة الولايات المتحدة الأمريكية ليبدد كثيرًا من المكاسب التي تحققت على الأرض بفعل جهود التحالف العربي.
كان من المقرر أن تستمر الضغوطات على مليشيات الإخوان ونظيرتها الحوثية من أجل إرغامهم على الذهاب نحو السلام، غير أن التراجع عن قرار تصنيف المليشيات الحوثية منظمة إرهابية بعثر كثيرًا من الأوراق، بل إن ذلك صب مباشرة لصالح العناصر الإرهابية التابعة لإيران والتي صعّدت من إرهابها ضد المملكة العربية السعودية واستغلت الفرصة للتمدد داخل مأرب.
يمكن القول بأن ما يجري في مأرب من تسليم للمواقع والجبهات إلى المليشيات الحوثية يأتي ضمن حرب الإخوان ضد الجنوب، إذ أن ذلك ترتب عليه نزوح المئات من المحافظة إلى شبوة، وبالطبع كما هو الحال في كل المرات فإن هؤلاء قد يكونون مصحوبين بعناصر إرهابية تدفع بهم الشرعية الإخوانية إلى الجنوب.
ترغب مليشيات الإخوان لفرض سلطة أمر واقع في الشمال بتسليم مأرب التي تُعد حصنًا لها إلى المليشيات الحوثية على أن تتمدد إلى الجنوب لخلق سلطة أمر واقع أيضًا في الجنوب، وهو مخطط حاولت تنفيذه خلال الفترة الماضية لكنها واجهت صمودا جنوبيا معاكسا أرغمها على سحب قواتها من أبين تنفيذًا لاتفاق الرياض، غير أن تبدل الأوضاع الدولية يبدو أنه أحيا هذا المخطط مجددًا.
الشهادات الموثقة للعديد من المواطنين الذين تحدثوا عن عدم مجابهة العناصر الحوثية من قبل قوات الجيش التابعة للشرعية يؤكد على أن هناك مخططات عدائية يجري نسجها ضد الجنوب، وذلك للانقضاض على اتفاق الرياض واستمرارًا لاستكمال مخطط الهيمنة على المقدرات الجنوبية وعلى رأسها المشتقات النفطية، وهو مخطط يعلمه جيدًا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيقف حائط صد أمام تلك المحاولات البائسة.