تسليم مأرب للحوثيين.. قراءة في أسرار الطعنة الإخوانية الجديدة

الثلاثاء 9 فبراير 2021 19:27:00
 تسليم مأرب للحوثيين.. قراءة في أسرار الطعنة الإخوانية الجديدة

باتت محافظة مأرب مسرحًا لطعنات إخوانية جديدة، تمارسها المليشيات الإرهابية التابعة لنظام الشرعية، مفادها تسليم محافظة مأرب للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

الحديث عن إقدام المليشيات الإخوانية بتسليم ما تبقى من جبهة مأرب للحوثيين، في وقت تمارس فيه مليشيا الشرعية تحشيدًا ضد الجنوب بغية احتلال أراضيه.

المعلومة أكّدها الناشط السياسي نافع بن كليب الذي قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "في ظل التحركات الدولية بشأن الملف اليمني بدأ الإخوان المسيطرون على الرئيس هادي وقراراته بتسليم ما تبقى من محافظة مأرب بالتدريج للمليشيات الحوثية".

وأضاف أنّ المليشيات الإخوانية بدأت حشد عناصرها إلى الجنوب في شبوة وطور الباحة لإعطاء الحوثي سلطة أمر واقع في كامل الشمال والإخوان أمر واقع في الجنوب.

وفي نتاج فعلي وسريع لهذه الطعنة الإخوانية الغادرة، كشفت مصادر بمديرية بيحان في محافظة شبوة، عن نزوح عشرات الأسر من محافظة مأرب إلى محافظة شبوة.

وقالت مصادر إنّ عشرات الأسر عبرت بيحان متجهة إلى العاصمة عتق، دون كشف مزيد من التفاصيل.

وبات من الواضح أنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية تمارس إرهابًا خبيثًا يستند إلى عدة أهداف، فهي من جانب توطّد علاقاتها الخبيثة مع الحوثيين، وتتقارب بشكل أكبر مع المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.

وترمي المليشيات الإخوانية من خلال تسليم الجبهات للحوثيين إلى تعزيز تمدّدها عسكريًّا، وبالتالي تستغل مليشيا نظام الشرعية الوضع العبثي الناجم عن الحرب، وتتمادى في جرائم النهب والسطو التي يتم ارتكابها على صعيد واسع.

في الوقت نفسه، فإنّ مليشيا الشرعية تحاول تعزيز علاقاتها مع الحوثيين من أجل شن المزيد من الاعتداءات على الجنوب، بغية احتلال أراضيه، وعرقلة تحركات شعبه نحو تحقيق الحلم الأكبر المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

في الوقت نفسه، فإنّ مليشيا الشرعية وهي تسلِّم الأراضي للحوثيين فهي تجبر قطاعات عريضة من السكان للنزوح من هذه المناطق صوب الجنوب، وهو ما حدث بالفعل خلال الساعات الماضية من موجات نزوح كبيرة صوب محافظة شبوة.

ويبدو أنّ المليشيات الإخوانية تريد من خلال هذه الموجات النازحة إغراق الجنوب بتكدسات بشرية تستهدف بشكل واسع النطاق إغراق الجنوب في عديد الأزمات الخدمية والإدارية، فضلًا عن إثقال كاهل المجلس الانتقالي بمزيد التحديات، وإلهائه في قضايا ليست رئيسية بالنسبة للجنوب.

المؤامرة الإخوانية تحمل شقًا أمنيًّا أيضًا، حيث أنّ إغراق الجنوب بالنازحين هو أحد بنود مؤامرة نظام الشرعية الساعية إلى إفساح المجال أمام إدخال عناصر قد تُشكل تهديدًا أمنيًّا بشكل كبير.