بنادق الحوثي الغادرة وتداعيات الصمت الأممي
رأي المشهد العربي
"لن يخفت صوت البنادق".. رسالةٌ بعثت بها المليشيات الحوثية لكافة الأطراف، ردًا منها على العديد من الدعوات التي أشّرت إلى حراك دولي يرمي إلى وقف حرب طال أمدها أكثر مما يُطاق.
وبينما تعالت وكثرت الدعوات الأممية والدولية بضرورة التوصّل إلى حل سياسي يُخمد لهيب الحرب، فقد جاء الرد الحوثي مروّعًا كالعادة، تجلّى في إقدام المليشيات على تصعيد عملياتها الإرهابية بشكل يأخذ منحى تصعيديًّا.
ففي الساعات أو بالأحرى الأيام القليلة الماضية، كثّفت المليشيات الحوثية من عملياتها الإرهابية الغادرة في أكثر من جبهة، وتحديدًا في الساحل الغربي وكذا جبهة مأرب التي شهدت خيانة إخوانية جديدة تضمّنت تسليم هذه الأرض للمليشيات المدعومة من إيران.
الأمر لا يقتصر على إرهاب محلي - داخلي، لكنّ محاولات الاعتداءات الحوثية طالت أيضًا المملكة العربية السعودية، حيث أطلقت المليشيات في غضون يومين خمس طائرات مُسيرة "مفخخة"، استهدفت أعيانًا مدنية، آخرها مطار أبها.
كما أنّ الإرهاب الحوثي استعر بشكل متزايد فور إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة -ممثلة في جو بايدن-، إلغاء قرار تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا، وهي الخطوة التي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بصدد اتخاذها.
ويبدو أن توجه إدارة بايدن صوب إلغاء هذا التنصيف قد أعطى المليشيات ضوءًا أخضر تجاه التمادي في عملياتها الإرهابية، التي تمثّل تهديدًا واسع النطاق على مستوى الأمن الإقليمي برمته.
يُشير هذا الإرهاب الحوثي ذو المنحى التصاعدي، أنّ المليشيات المدعومة من إيران تصر على التصعيد العسكري، ما يعني أنّ الدعوات الأممية التي تخاطب المليشيات وتنتظر منها الجنوح نحو السلام ما هي إلا إضاعة للمزيد من الوقت.
المجتمع الدولي يُنتظر منه ويجب عليه أن يُغيّر من فلسفته على وجه السرعة، وأن تشهد المرحلة المقبلة الاعتماد على فرض وسائل ضغط على الحوثيين، على نحو يجبر المليشيات على إسكات صوت البنادق.
في مقابل ذلك، فإنّ إتباع الأمم المتحدة مزيدًا من سياسة التراخي في سبيل التعاطي مع إرهاب الحوثيين يمنح المليشيات فرصةً نحو إطالة أمد الحرب على صعيد واسع، وهو ما يضاعف الأعباء على المدنيين بشكل كبير.