رخصة القتل الأممية.. نظرة على مخاطر التراخي أمام إرهاب الحوثيين
بشكل متزامن، أشهرت المليشيات الحوثية سلاح التصعيد العسكري، في إشارة يبدو أنّها تحمل تحديًّا للتوجه الأمريكي بتصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا.
ففي الداخل، تمادت المليشيات الحوثية في إجرامها على أكثر من جبهة سواء في الحديدة أو مأرب وغيرهما من المواقع التي تشهد عمليات إرهابية تنفّذها المليشيات الحوثية بشكل متصاعد في الفترة القليلة الماضية.
وتوسع الحوثيون مؤخرًا، في إطلاق عمليات واسعة لاستهداف القرى والأحياء المدنية، وبدأت في محاكمة المختطفين وتوجيه اتهامات كاذبة لهم، وارتكبت عشرات الخروقات للهدنة الأممية في الحديدة.
خارجيًّا، صعّدت المليشيات من محاولات عملياتها الإرهابية ضد السعودية، وتجلّى ذلك في إطلاقها نحو خمس طائرات مسيرة مفخخة هذا الأسبوع تجاه المملكة، وقد اعترضتها مقاتلات التحالف العربي.
هذه الهجمات المسعورة يمكن القول إنّها تحمل رسالة حوثية بأنّها لن تأخذ خطوة للوراء وتظل مصرةً على توجيه المزيد من الضربات وشن اعتداءات غاشمة تستهدف أعيانًا مدنية؛ تحديًّا للخطوة الأمريكية بتصنيفها إرهابية.
هذا الإرهاب الحوثي من المؤكّد أنه يثير تساؤلات حول كيفية المواجهة الناجعة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن ممارسة أي حالة تراخٍ في سبيل التصدي للممارسات الإجرامية التي ترتكبها المليشيات فإنّ الأمر سيكون بمثابة رخصة تُمنح لهذا الفصيل نحو التمادي في هذا الإجرام.
تتفق مع ذلك صحيفة "عكاظ" السعودية التي حذرت من التساهل مع تصعيد مليشيا الحوثي، داعيةً إلى استمرار إعلانها "منظمة إرهابية".
وربطت الصحيفة، بين التصعيد الحوثي والمواقف الأمريكية الأخيرة بشأن مراجعة تصنيفه منظمة إرهابية.
الصحيفة شكّكت في تحركات المبعوث الأممي الأخيرة بشأن إحلال السلام، منوهةً إلى أن القادم مع الحوثيين لا يُبشر بالسلام ولا أي حلول لوقف إطلاق النار.
يشير ذلك كله إلى أنّ الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة، فهي مطالبة أكثر من أي وقتٍ مضى بضرورة الضغط على المليشيات الحوثية من أجل إلزامها باحترام مسار السلام ووقف الاعتداءات التي يرتكبها هذا الفصيل.