حملات النصب الإخوانية في مأرب.. بين تسليم الجبهة والمتاجرة بها
أي "خِسة وجُبن وإجرام" لم ترتكبه مليشيا الإخوان وهي تقود نظام الشرعية وتتحكم في قراراته لتفرض واقعًا عبثيًّا لا يولي للحرب على المليشيات الحوثية أي اهتمام، بل ينصب الاهتمام على التمادي في جرائم النهب والسطو.
ففي جريمة إخوانية تُضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات التابعة لنظام الشرعية على خبث نواياها، أقدم نشطاء موالون لحزب الإصلاح على تدشين حملة تبرعات، تحت زعم دعم المجهود القتالي في مواجهة الحوثيين.
وفي التفاصيل، دُشِّنت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أعلن القائمون عليها فتح حسابات لدى شركة عيشان للصرافة.
الرصاصة الإخوانية التي حملت "إنسانية مزيفة"، سرعان ما ارتدت إلى صدر مليشيا الشرعية، وذلك بعدما أصدرت شركة الصرافة في مأرب بيانًا نفت فيه فتح أي حساب للتبرعات لديها، وهددت بمقاضاة القائمين على تلك الحملات.
بيان الشركة تضمّن الكشف عن قيام ناشطي تنظيم الإخوان الإرهابي عمليات نصب كبيرة مستغلين حسن نية المواطنين تحت ذريعة نقص الدعم المقدم لهم.
الواقعة أو بالأحرى الجريمة الإخوانية التي أثارت غضبًا على صعيد واسع، لا تثير أي استغراب، فمليشيا حزب الإصلاح هي عبارة عن فصيل يضم مجموعة من تجار الحرب ومرتزقتها، أولئك الذين لا يشغلهم مصير الحرب على المليشيات الحوثية بأي حالٍ من الأحوال.
المثير للسخرية بشكل كبير أنّ المليشيات الإخوانية وهي تطلق هذه الحملة إعلاميًّا ومجتمعيًّا لدعم جبهة مأرب، كانت هذه الجبهة على وجه التحديد تدفع ثمن مزيدًا من الخذلان والتآمر الإخواني وذلك بعدما سلّمتها المليشيات التابعة لنظام الشرعية إلى الحوثيين.
ما يجرى في هذا الإطار يبرهن على أنّ المليشيات الإخوانية تتاجر بالحرب بشكل كبير، بغية تكوين ثروات ضخمة عبر نهب أموال السكان، تحت زيف العمل على محاربة مساعي التمدّد الحوثية، علمًا بأنّ هذا الأمر غير حقيقي بأي حالٍ من الأحوال.
وهناك الكثير من الأدلة التي برهنت أنّ المليشيات الإخوانية لا تحارب الحوثيين، فإلى جانب تسليم المواقع وتجميد الجبهات للمليشيات الموالية لإيران، فإنّ حزب الإصلاح يملك علاقات شديدة القوة مع الحوثيين، تتجلى في عدة قطاعات إن كان في تبادل الأسرى، فضلًا عن فضيحة الاستثمارات الإخوانية في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية التي تتولى تأمين هذه الاستثمارات بشكل كبير، لا سيّما الخاصة بالإرهابي علي محسن الأحمر في صنعاء.
الاختراق الإخواني لجيش نظام الشرعية حوّل "الأخير" لما يشبه تجمعًا من العناصر الإرهابية التي لا يشغلها سوى نهب الأموال وفرض الجبايات والإتاوات وخنق السكان، علمًا بأنّ مصطلح الحرب على الحوثيين لا يتحرك عن كونه مادة للاستهلاك الإعلامي والسياسي من قبل نظام الشرعية.
استنادًا إلى ذلك، وفيما تُعلق الكثير من الآمال نحو حسم الحرب على المليشيات الحوثية سريعًا لإخماد لهيب الحرب المستعر، فإنّ هذا الهدف يبدو أنّه لن يتحقق في ظل الهيمنة الإخوانية على نظام الشرعية، وهذا راجع إلى أنّ النفوذ الإخواني يُحرّك معسكر الشرعية في الاتجاه الخاطئ.