الموت جوعاً في أرض الجنتين

تشهد المناطق التي لا زالت تحت سيطرة الميليشيات الحوثية الإيرانية الانقلابية الإرهابية في اليمن أسوأ كارثة إنسانية تتعرض لها البلاد، حيث قضي على الكثيرين جوعا، وبالذات من الأطفال والنساء وكبار السن، جراء ممارسات الحصار والتجويع بحق المدنيين العزل التي تقوم بها تلك الميليشيات المتجردة من أي مشاعر وقيم إنسانية تمت بصلة للبشر، فلم نكن نتصور أن يحل على الأرض التي وصفت في القرآن الكريم بأرض الجنتين يوماً أن يتضور ويموت فيها بعض من أهلها جوعاً وبعد أن فتكت بهم الأمراض والأوبئة جراء ما يقوم به نفر محسوب على أبنائها باعوا أنفسهم ووطنهم للشيطان «الأكبر» القابع في طهران، وارتضوا أن يكونوا دمى وأدوات تحركها إيران لتهديد أمن واستقرار منطقتنا والنيل من مكتسبات ومنجزات شعوبنا، وتهديد الأمن العربي وحركة التجارة الدولية عبر الممرات المائية.

لقد جاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة الإمارات بمثابة طوق إنقاذ لليمن وأهله من شرور تلك الميليشيات الانقلابية الإرهابية، وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطابه أمام مجلس الشورى السعودي الأسبوع الفائت «إن التحرك لأجل اليمن لم يكن خياراً بل واجباً».

وخلال الأيام الماضية أطلقت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مبادرة «إمداد» بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ومنظمات دولية لتأمين الغذاء لنحو 12 مليون يمني، والتي ستسهم في تحسين الحياة المعيشية لهم، بتوفير مواد غذائية أساسية للأربعة أشهر المقبلة مع منح الأولوية للأطفال والحوامل والمرضعات والمعيلات وكبار السن والمرضى. المبادرة الجديدة تضاف لجملة من المبادرات والجهود التي يقوم بها البلدان الشقيقان لمساعدة أهلنا في موطن العرب الأول، والتخفيف من معاناتهم الناجمة عن ممارسات تلك المليشيات، وإعادة الحياة لطبيعتها في المناطق المحررة. وذلك بموازاة العمل العسكري لتحرير بقية الأراضي وتطهير اليمن من رجس الحوثيين، ونحن نتابع تقدم وانتصارات قوات الشرعية والمقاومة اليمنية بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية وبمشاركة فعالة من قواتنا المسلحة الباسلة، وهي تردع تلك المليشيات التي باتت في حالة يائسة بائسة، ومع ذلك تصر على ممارسة الانتحار السياسي والعسكري بأعمالها الإجرامية الإرهابية ومماطلاتها التي تنطلي للأسف على بعض المنظمات الدولية وتريد تصويرها لنا كالحمل الوديع رغم كل الجرائم الدامية التي ترتكبها والخراب والدمار الذي تسببت به لدفع اليمن للمجهول.