لتمنيت .. بأن أكون يمني

إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع , أقحمنا الدين في السياسة , فكانت النتيجة ضياع روح هذا الدين مع بقاء جسده الهزيل فقط , وفشل ذريع بالجانب السياسي , البعض يتصور بأنه يجب عليه استغلال هذه الفرصة ويتصور بأنه لن يجد أفضل منها لاحقا , ما نحن فيه اليوم ليست نتيجة نجاح ثوري أو حزبي أو سياسي داخلي لأي حزب أو مكون سياسي , مانحن فيه اليوم كان نتيجة تدخل إقليمي ودولي مباشر بالملف اليمني الذي لطالما تأخر فتحه وحل مشاكله .

لم نتجاوز عنق الزجاجة ولا حتى بطنها لنهرول خلف مشاريعنا السياسية غير المنطقية والتي تتجاوز العقل والمنطق والعرف السياسي أوتعاليم الدين , لنختلف سياسيا وفكريا , ولكن مايجمعنا هو الدين ثم الوطن اليمني الجنوبي .

لو لم أكن يمني , لتمنيت بأن أكون يمني , ليس معنى ذلك حبا وتمسكا بالأرض اليمنية أو بوحدتها أو بإنفصالها , ولكنه إمتثالا وإنصياعا لأوامر وتوجيهات وأحاديث رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم .

منذ ذلك الطلب الموجه لله عز وجل من قبل أجدادنا الأولين باعد الله عز وجل بين أسفارنا , ولم نجد نحن معشر اليمنيون شماليون كنا أم جنوبيون خيرآ ولا عيشا رغيدا ومحترما حتى يومنا هذا , شعب أدمن على الظلم وتمجيد الظالمين , شعب دائما يسير خلف دين ملوكه و رؤسائه وزعمائه بالباطل قبل الحق , وقلة هم من يقدمون النصيحة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .

حل علينا غضب من الله بسبب سفك الدماء بغير وجه حق , والظلم والفساد المستشري من أعلى هرم السلطة وحتى أخمص الشعب , وقد تجاوزنا بتلك الذنوب كل الحدود , وإنتهاك حرمات الله , والقضاء الذي عطل تطبيق حدود الله , فكانت العاقبة خزي وعار وفقر ودمار .

ضاعت دنيانا فلا نضيع أيضآ أخرتنا بسبب المضي قدما خلف ساسة لم تعرف بصائرهم للحكمة طريقا في حياتهم , سنظل نحمل الهوية اليمنية حتى ونحن منفصلين حبا بالله ثم برسولنا الكريم " محمد " صلى الله عليه وسلم , ومن أراد التخلي عنها فهذا شأنه الخاص .

من ذا الذي لا يريد أن يتشرف بأن يكون من أوائل من يشربون من حوض الجنة بعد ذلك العطش العظيم , ورسولنا الكريم " محمد " عليه أفضل الصلاة والتسليم يذود عن الحوض بعصاه حتى يرد أهل اليمن إليه أولا ليشربو منه قبل سائر الأمم , من ذا الذي لا يتشرف بآيات وأحاديث خصته بالذكر لا سواه .

لنا الشرف بأن نفتخر بأمجاد الماضي رغم حاضرنا المخزي غير المشرف , قد لا تنطبق علينا نحن أحاديث رسولنا الكريم " محمد " صلى الله عليه وسلم بسبب أن أغلبنا عصاة ونور الله لا يوتى لعاصي , ولكن قد يأتي أقوام من ذريتنا كأسلافنا صالحون ويصلحون ماقد أفسدناه بأيدينا وأفكارنا وحبنا للسلطة والدنيا .