تحية لـعملاء الإمارات

عندما بدأ الحزام الأمني نشاطه في عدن ولحج والضالع وأبين تفاجأ به لصوص ١٩٩٤م وفجأة بدأوا يروجون أن هذا الحزام الامني مكون من عملاء الإمارات .

صراع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين مع دولة الإمارات الشقيقة معروف ولا يحتاج إلى تفسير لكن إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح (الذين يقولون أنهم لم يعودوا جزءً من حركة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين) يفعلون مع الإمارات أضعاف ما يمكن أن تفعله الحركة العالمية مجتمعة بكل فروعها .

نعود إلى موضوعنا ؛ فالحزام الأمني ساعد على ضبط الاوضاع الأمنية في المحافظات الأربع وجعل السلطة الشرعية حاضرةً على أوسع نطاق في تلك المحافظات أكثر مما في أي محافظة أخرى

نجح الحزام الأمني في تقليص نشاط ووجود الجماعات الإرهابية وحرر أبين من سيطرة داعش وأخواتها وهو ما أغضب تحالف ١٩٩٤م الذي نادى بعض أقطابه بمحاورة هذه الجماعات الإرهابية باعتبار قادتها والمنتسبين إليها "يؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله".

تكرر نفس المشهد عندما نجحت النخبتان الشبوانية والحضرمية في هزيمة الجماعات الإرهابية وتحرير مدينة المكلا وتسليمها للسلطة الشرعية، ومطاردة تلك الجماعات في بقية المديريات وإخراجها تقريبا من جميع المديريات ولم يتبق إلا بعض أجزاء وادي وصحراء حضرموت الواقعتان تحت سيطرة القوات الموالية لبعض الأقطاب المؤيدة للشرعية.

شبكة الجزيرة ونسخها اليمنية المتعددة راحت تروج لـ(مؤامرة إماراتية) تشجع الانفصال (أي أن الوحدة اليمنية لا تبقى إلا بوجود تلك الجماعات الإرهابية) وهو أمر مفهوم تعود بداياته إلى العام ١٩٩٤م وقصة الأفغان العرب المعروفة للجميع.

اليوم تتكرر نفس القصة عندما أعلن عن قيام قوات النخبة السقطرية التي ستتولى الملف الامني في جزيرة سقطرة.

لقد نسي هؤلاء صنعاء وعمران والحديدة وريمة وذمار والبيضاء وصعدة ونسيوا تعز وما تعانيه من حرب وتدمير وانقسام وتنازع واقتتال بين أهلها على الحصاد قبل البذار وقبل حتى هطول المطر وراحوا يتباكون على سقطرة وعلى "السيادة الوطنية " .

ما لم يلاحظه كثيرون هو أن معظم المتباكين على سقطرة وعلى الجنوب هم غزاة ١٩٩٤م واتباعهم ويشاركهم في ذلك الانقلابيون (غزاة ٢٠١٥م)، الذين يلتقون معهم في كل شيء عندما يتعلق الأمر بالجنوب، وهو ما يعني أن هؤلاء لا يتباكون إلا على مصالحهم غير القانونية في سقطرة كما في كل الجنوب، وبدلا من الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبوها في حق سقطرة والجنوب راحوا يخترعون "المؤامرة الإماراتية" التي لا وجود لها إلا في رؤوسهم.