الجنوب يكتب الفصل الأخير: حضرموت ترفع راية عصيان الإخوان
ليس أصدق من مشاهد انتفاضة أبناء محافظة حضرموت في وجه ممارسات الشرعية الإخوانية، تعبيرا عن إيمانهم الشديد بعدالة قضية الجنوب التي تهدف إلى إرجاع الحقوق التاريخية لأصحابها.
ينذر تصاعد التظاهرات في مناطق محافظة حضرموت بانفجار ضخم أشعلت يد الشرعية الإخوانية الآثمة فتيله بسياسات التجويع والتنكيل والخيانة العظمى بتنفيذ مخطط نزع الجنوب من هويته العربية لصالح عباءة محور الشر التركي الإيراني.
لم يكتف أبناء حضرموت بالتظاهرات الحاشدة خلال الفترة الماضية، وإنما تشهد مديريات المكلا والشحر وغيل باوزير عصيانا مدنيا شاملا، في أبلغ رد شعبي على تدهور الظروف المعيشية مع تمادي الشرعية الإخوانية في تأزيم الأوضاع السياسية، وإشعال حرب الخدمات، ونهب ثروات المحافظة.
جملة من الممارسات والانتهاكات ارتكبتها الشرعية الإخوانية الإرهابية أوصلت أبناء حضرموت إلى حالة الغليان، بداية من ارتفاع معدل انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من 12 ساعة يوميًا مع احتمالات انقطاعه نهائيا، بعد نفاد مخزون وقود الديزل في محطات إنتاج الكهرباء نتيجة فساد ونهب الشرعية الإخوانية.
انقطاع التيار الكهربائي جزء من حرب الخدمات الشاملة، التي تضمنت قرارات اقتصادية كارثية أضرت بالعملة المحلية، وأدخلت شعب الجنوب في موجات ارتفاع الأسعار، وسوء أحوال المعيشة، وفساد إخواني استشرى في جميع القطاعات والمؤسسات، وكوارث إنسانية تصل إلى حد جرائم الحرب.
انشغلت العصابة الإخوانية بتجارة الحروب ونهب الثروات، واختارت موقف المتفرج على غرق حضرموت في كارثة السيول غير عابئة بمشاهد الدمار والخراب ومعاناة آلاف الأبرياء، كما أن مشاركاتها السابقة في سرقة المساعدات الإنسانية يجعلها لا تتحرك بانتظار المساعدات الخارجية بما يسمح لها بتكرار عمليات الفساد والسرقة التي تمارسها بحق قوافل المساعدات.
مع غرق الجنوب في الأزمات بسبب ممارسات الشرعية الإخوانية وانتهاكاتها المتكررة آن الأوان لمواجهة الخيانة العظمى التي انكشفت تفاصيلها بانسحاب مليشيات الشرعية الإخوانية من المناطق المحاذية لحضرموت وشبوة لتسليمها إلى المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، في إعلان صريح عن نواياها الاحتلال بشتى صوره، لاستنزاف الجنوب ونهب ثرواته النفطية.
انقلبت مشاهد المؤامرة الإخوانية إلى حصار جنوبي للشرعية الإخوانية في حضرموت. أبناء الجنوب لبوا نداء الواجب الوطني، وأعلنت المدن والمديريات المشاركة في الفاعلية الحاشدة بساحة سكة يعقوب (الحرية)، للتنديد بتدهور العملة المحلية، والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية، وتدهور الخدمات جراء ممارسات مليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية.
بات واضحا أن الغضب الشعبي مستمر بلا عودة حتى تحقيق الهدف المنشود؛ ففصل الختام تكتبه أيادي أبناء الجنوب بنضالهم الشريف المؤيد دوليا، والمدعوم بجهود وتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي، لتحرير أرض الجنوب من الاحتلال اليمني وقطع دابر المليشيات الإخوانية الحوثية بلا رجعة.