كلفة السيطرة الحوثية على بيحان تثير غضب الجنوبيين
يومًا بعد يوم، تزداد الكلفة التي يدفعها مواطنو مديريات بيحان في محافظة شبوة، من جرّاء سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية عليها ضمن عملية تسليم وتسلم مع مليشيا الشرعية الإخوانية.
بين ممارسات طائفية سعت لضرب الهوية الجنوبية أو اعتداءات جسدية أو استنزافات مالية، يئن آلاف الجنوبيين تحت وطأة معاناة بالغة من جرّاء تماهي السيطرة الحوثية على مديرية بيحان.
المليشيات الحوثية في كل المناطق التي تسيطر عليها، تبدأ جرائمها بأن تعمل على إفقار وإذلال المواطنين، وذلك من خلال عمليات ابتزاز واستنزاف لأموالهم، في اعتداءات تستند المليشيات في ارتكابها على سلطتها القمعية الغاشمة.
جرت العادة أن تتوسع المليشيات الحوثية في فرض الجبايات على المواطنين في كل المناطق الخاضعة لها، وقد انضم مواطنو بيحان إلى قائمة ضحايا هذه الجرائم الحوثية، إذ فرضت المليشيات المدعومة من إيران، 120 ريالًا كإتاوة على قاطرات نقل أسطوانات الغاز المنزلي المتجهة إلى بيحان، ما رفع سعر الأسطوانة إلى 10 آلاف ريال.
وبحسب مصادر محلية مطلعة، تطلب عناصر الميلشيات الحوثية من سائقي القلابات دفع خمسة آلاف ريال للسماح بدخولها إلى بيحان بغض النظر عن حمولتها.
من خلال هذه الجرائم الحوثية، فإنّ المليشيات تسعى لاستنساخ النموذج الذي تفرضه في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال، ويهدف ذلك إلى تكوين ثروات ضخمة، إلى جانب العمل على إفقار المواطنين في محاولة لإخضاعهم ومن ثم إفساح المجال أمام فوضى معيشية شاملة.
الكلفة التي تدفعها بيحان لا تقتصر على أبعاد مالية وحسب، لكن هناك خطرًا طائفيًّا يخشى على المديرية منه، إذ تجبر المليشيات المواطنين هناك على المشاركة في فعاليات طائفية مروعة.
كل المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، تدفع ثمن إرهاب المليشيات، ويكون ذلك من خلال ضرب هذه المناطق طائفيًّا، في محاولة لاستنساخ النموذج الإيراني، في جرائم سرطانية تحمل أبعادًا خطيرة إذا ما تم السكوت عليها.
تستند خطة المليشيات في هذا الصدد، على إجبار المواطنين - تحت وطأة القمع والسلاح - على المشاركة في مثل هذه الفعاليات ومن ثم تلتقط صورًا وتروّجها في محاولة للإدعاء بأنّ لها حاضنة على الأرض.
يحمل هذا الواقع خطرًا كبيرًا على الجنوب سواء فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية في الجنوب، أو فيما يخص هوية الجنوب التي يحاربها الحوثيون والإخوان بشكل مستمر.
ولعلّ هذا الخطر الكبير، مضافًا إلى الخطر الأمني، هو ما ولّد غضبًا شعبيًّا جارفًا في محافظة شبوة، من جرّاء السيطرة الحوثية على مديرياتها (بيحان، العين، عسيلان)، إذ يشارك آلاف المواطنين في اعتصامات مستمرة منذ نحو أسبوع تنديدًا بالأوضاع التي تشهدها شبوة سواء فيما يخص الانفجار المعيشي أو التآمر الإخواني وما يستتبعه ذلك من خطر على أوضاع الجنوب مجتمعيًّا.
ففي هذا الإطار، يواصل أبناء مديرية عرماء في محافظة شبوة، تجمعهم في الاعتصام السلمي، رافضين التراجع عن مطالبهم بطرد مليشيات الشرعية الإخوانية وتحرير بيحان، وطرد السلطة الإخوانية وحلفائها الحوثيين الإرهابيين، وتحسين الخدمات.
ويطالب المعتصمون، حل أزمات انعدام المشتقات النفطية، والغاز المنزلي، وإغلاق المدارس وانهيار المرافق الصحية، مؤكدين أن السلطة الإخوانية تفتعل الأزمات المعيشية لإلهاء المواطنين عن مطالبهم السياسية المشروعة.
في سياق متصل، شهد الاعتصام السلمي في منطقة هدئ بمديرية حبان بمحافظة شبوة، أمس الأربعاء، توافدًا كثيفًا من المواطنين الرافضين لسياسيات السلطة الإخوانية الانتقامية، وتحالف الشرعية الإخوانية مع مليشيا الحوثي الإرهابية.
ورفع المواطنون في الاعتصام، مطالب أبرزها تحرير شبوة من المليشيات الإخوانية والحوثية، وتحسين الأوضاع المعيشية، وإنهاء انتهاكات الشرعية الإخوانية وتنكيلها بالمواطنين وقوات النخبة الشبوانية.