العالم يتضامن مع عدن ويدين إرهاب الشمال

الأحد 31 أكتوبر 2021 19:29:00
العالم يتضامن مع عدن ويدين إرهاب الشمال

توالت الإدانات الدولية للحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع في العاصمة عدن مساء أمس السبت بالقرب من مطار عدن الدولي والذي راح ضحيته خمسة شهداء و25 مصابًا، وأبدى العالم تعاطفه مع أبناء الجنوب الأبرياء الذين يدفعون ثمن مخططات قوى إقليمية لديها مصلحة في إطالة أمد الصراع وتعمل على خلط الأوراق السياسية والعسكرية في الجنوب لقطع الطريق على أي محاولات من شأنها إنهاء الحرب الحوثية.

هناك جملة من الدلالات على الإدانات التي خرجت من عواصم عربية وغربية عديدة، إذ أنها أبدت تمسكا وترحيبًا بأدوار الجنوب في مواجهة الإرهاب، وقدمت دعمًا معنويًا لأبناء الجنوب الذين يخوضون معارك ضارية ضد قوى الشمال ليس فقط على المستوى العسكري أو الأمني ولكن على المستويات الخدمية والاجتماعية والمعيشية.

لكنها في الوقت ذاته فشلت في توجيه أصابع الاتهام لطرف بعينه وبدت حالة التحالف بين الحوثي والإخوان والتنظيمات الإرهابية غير واضحة، وبالرغم من أن بصمات الشرعية الإخوانية تكون ظاهرة في مثل هذه الحوادث التي ترتكب بواسطة السيارات المفخخة لكن ذلك لم يكن كافيًا لتحديد موقع الشرعية من الجريمة في ظل شنها حروب عديدة ضد أبناء الجنوب وسعيها لتسليم جبهات الجنوب واحدة تلو الأخرى للمليشيات الحوثية.

يرى مراقبون أن الجهود السياسية التي تقوم بها دوائر أممية وغربية عديدة في محاولة لإرغام عناصر إيران للجلوس على طاولة المفاوضات مهمة للغاية وتؤشر على أن هناك تحركات فاعلة هذه المرة للضغط على طهران، لكنها في الوقت ذاته غير كافية وبحاجة إلى مزيد من الوضوح والصرامة في تحميل كل طرف مسؤولية جرائمه، وتوقيع مزيد من العقوبات على الأطراف المعرقلة للسلام بما فيها الشرعية الإخوانية.

يذهب هؤلاء للتأكيد على أن العالم أضحى أكثر إدراكا بأهمية الأدوار التي يلعبها الجنوب في الحرب ضد الإرهاب ومواجهة القوى الإقليمية المارقة وعلى رأسها تركيا وإيران لكن في الوقت ذاته فإن هذا الإدراك لابد أن يجري ترجمته في شكل قرارات أكثر قوة لتضييق الخناق على قوى الشمال الإرهابية التي تنفذ مؤامرات خارجية على أرض الجنوب.

أعرب رؤساء بعثات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن - الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - لدى اليمن، عن إدانتهم الهجوم الإرهابي في محيط مطار العاصمة عدن.

وتعهدوا في بيان مشترك، اليوم الأحد، بمواصلة المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الأبرياء بمجال مكافحة الإرهاب، وشدد البيان على تقديم مرتكبي هذا الهجوم إلى العدالة دون تأخير، مؤكدًا أن الدول الخمس تجدد دعمها القوي والمستمر لتنفيذ اتفاق الرياض.

وأدان الاتحاد الأوروبي بشدة ، اليوم الأحد، الهجوم الإرهابي بسيارة مفخخة في محيط مطار العاصمة عدن، وأعرب في بيان عن الصدمة والحزن جراء الخسائر المتواصلة دون معنى للأرواح، مطالبا بتنفيذ اتفاق الرياض باعتباره أولوية قصوى.

وخلف الهجوم الإرهابي الشنيع، أمس، خمسة شهداء وأكثر من 25 جريحًا من المواطنين، بينهم أطفال، في اعتداء يعيد إلى الأذهان تفجير منطقة حجيف لاستهداف محافظ العاصمة عدن ووزير الزراعة.

كما أدانت المملكة المتحدة بأشد العبارات، تفجير سيارة مفخخة في حي عبود بمدينة خورمكسر، وقال السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم إن استهداف المدنيين، ولا سيما الأطفال، أمر لا يقبل التسامح.

أدانت وزارة الخارجية السعودية، التفجير الإرهابي الجبان بمحيط مطار العاصمة عدن الدولي، ودعت كافة الأطراف لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد الصف ومواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار واستعادة دولتهم.

ومن جانبه قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، إن قوى الشر والإرهاب تواصل تنفيذ عمليات التفجير الإرهابية لاستهداف أمن واستقرار العاصمة عدن وترويع سكانها، ووصف ما تشهده العاصمة عدن، بأنه حرب بالمفخخات، مؤكدا أنها السلاح الأخير للقوى الظلامية في إشارة للتنظيمات الإرهابية المدفوعة من الشرعية الإخوانية.

وأرجع تكثيف أعداء الجنوب للهجمات الإرهابية على المدنيين والأبرياء إلى فشل محاولات إسقاط عدن والجنوب عمومًا، بعد عجز غزواتهم العسكرية وحروب الخدمات في تحقيق تلك الأهداف الشيطانية، وتعطيل عمل الحكومة وتصوير العاصمة عدن كمدينة تفتقد للأمن والاستقرار، لإحباط استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

وتعهد بجزاء رادع لقوى الإرهاب والتطرف، واجتثاثها وتطهير أرض الجنوب من الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله ومصادره، ودعا القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية إلى مزيد من اليقظة والاستنفار ومضاعفة الجهود لقطع دابر تلك الخلايا الإرهابية المدعومة حوثيًا وإخوانيًا.