ضربات أمنية ومشروعات اقتصادية.. عدن تكافح خطة ضربها
تبذل أجهزة العاصمة عدن، بقيادة المحافظ أحمد حامد لملس، جهودًا كبيرة من أجل تحسين حياة المواطنين في العاصمة التي لطالما وضعت على دائرة الاستهداف من قِبل الشرعية الإخوانية والتي سعت بشتى الطرق لإغراقها في عديد الأزمات المعيشية والخدمية.
محاولة استهداف العاصمة عدن لعبت على أكثر من محور، بينها عمليات أمنية استُخدمت فيها عناصر إرهابية زجّت بها الشرعية الإخوانية، بعضها تحت مُسمى النازحين، حتى وصل الأمر إلى أنّه في كل مرة يتم الحديث فيها عما تُسمى "موجات نزوح" فإنّ الأمر يعقبه تنفيذ عمليات إرهابية، علمًا بأنّ هذه العناصر تصل من مناطق مستقرة ما ينفي عنها صفة النازح.
في المقابل، تبذل الأجهزة الأمنية الجنوبية جهودًا ضخمة في سبيل تحصين العاصمة عدن، من وجود العناصر الإجرامية والإرهابية والتي تثير حالة من الفوضى في أرجاء العاصمة، مثل أحداث كريتر الأخيرة التي استطاعت الأجهزة الأمنية الجنوبية الإجهاز خلالها على عناصر إجرامية عملت على ضرب أمن واستقرار العاصمة.
الحرب الشعواء على عدن لا تقتصر على ضربات أمنية بالمعنى المفهوم، لكن أحد أشكال الاستهداف أيضًا تمثّل في محاولة ضرب نسيجها المجتمعي وإحلال حالة من الفوضى في هذا الإطار، من خلال إغراقها بالمخدرات.
لطالما حاولت عناصر إجرامية تتبع الشرعية بشكل مباشر أو تم توظيفها من قِبلها على ارتكاب جرائم تهريب مخدرات إلى العاصمة عدن، في مخطط لا يمثّل عملًا تجاريًّا للشرعية وحسب، لكنّه يندرج أيضًا في إطار مساعي إحداث حالة من التغييب الشامل من خلال نشر هذه السموم.
في مقابل هذا الاستهداف، تبذل أيضًا الأجهزة الأمنية الجنوبية جهودًا كبيرة في إطار مكافحة هذا الإرهاب الخبيث، إذ وجّهت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، ضربة كبرى لمافيا المخدرات والإرهاب، بإحباط تهريب نحو نصف طن من المخدرات على متن سيارة من نوع (دينا).
وعثر أفراد الوحدة الأمنية في نقطة مفرق رأس عمران، الواقعة غرب العاصمة عدن، على 280 كيلوجرامًا من الحشيش و100 كيلوجرام من مادة الشبو المخدر، خلال عملية التفتيش.
وتحفظت الأجهزة الأمنية على الكمية المضبوطة من المخدرات، وفتحت تحقيقا مع المتهم، الذي اعترف بالجريمة قبل إحالته إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
محاولة تهريب كمية ضخمة من المخدرات إلى عدن يعكس حالة الاستهداف الكبيرة التي تحاول إحداث فوضى مجتمعية شاملة، واللافت أن أغلب عمليات التهريب يكون مصدرها مناطق خاضعة لسيطرة مليشيا الشرعية الإخوانية.
استهداف آخر تعرضت له عدن تمثّل في ضربها اقتصاديًّا، وقد نجحت الشرعية في تنفيذ هذا المخطط، إذ يعيش مواطنو عدن في أزمات متلاحقة من صناعة الشرعية الإخوانية، التي تستغل نفوذها الإداري المخترق للجنوب بشكل كبير، وبالتالي تتمادى في صناعة الأزمات الحياتية التي تنهش في عظام كل القطاعات.
ويعيش المواطنون في عدن، بين براثن أزمات معيشية مرعبة بينها انقطاعات متواصلة للكهرباء ونقص شديد للمياه إلى جانب نقص الخدمات الصحية، وهي أزمات صنعتها الشرعية الإخوانية ضمن حرب الخدمات التي تشنها على الجنوب منذ فترة ليست بالقليلة، كأحد أبشع حروبها القاسية على الجنوب.
في المقابل، يحاول المحافظ لملس والأجهزة المعاونة بذل كل ما بالإمكان بذله في إطار العمل على تحسين حياة المواطنين في العاصمة، وأحدث هذه الجهود تمثّلت في إقرار لجنة المناقصات التي يترأسها المحافظ لملس، مجموعة مشروعات في مجالات خدمية متنوعة منها مجالات الصحة، والمياه، وقطاع البلدية.
ففي هذا الإطار، تم الاتفاق على إقرار مناقصة خاصة بالسوق المركزية في خورمكسر، وست مناقصات في قطاع المياه، وثلاث مناقصات في قطاع الصحة.
من جانبه، شدّد لملس على ضرورة الالتزام بالمعايير واللوائح القانونية والضوابط اللازمة في العمل الإداري خلال طرح المناقصات.
يعوّل مواطنو عدن على مثل هذه المشروعات التي يُمكن أن تُحدث نقلة نوعية في حياتهم، وذلك بعد تفاقم الأزمات الحياتية والتي تغذيها الشرعية بممارساتها وسياساتها الاقتصادية المتعجرفة التي تصب جميعها أيضًا في خانة تمكين قياداتها من تكوين ثروات ضخمة.