الولايات المتحدة تدفع ثمن التخاذل في مواجهة مليشيات إيران
دفعت الولايات المتحدة الأمريكية ثمن التخاذل في مواجهة المليشيات الحوثية وذلك بعد أن تعرضت سفارتها في صنعاء للاقتحام من جانب العناصر المدعومة من إيران، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 25 آخرين كانوا يعملون في السفارة من قبل، وهو ما يشي بأن المليشيات الإرهابية لا تخشى ردة الفعل الأمريكية بعد أن ألغت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدين قرارا بتصنيفها كمنظمة إرهابية.
هناك جملة من الواقع التي تؤكد على تخاذل الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الحرب الحوثية، إذ أنها تعاملت مع الجرائم الحوثية التي تسببت في أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث باعتبارها شأنا لن يمس سيادتها وهيبتها، وبالتالي فإن المجتمع الدولي لم يتخذ إي إجراءات عقابية وظلت الجرائم الحوثية في معزل عن المحاكم الدولية أو الأمريكية التي طالما حاكمت العديد من المتهمين في جرائم حرب الإنسانية.
وكذلك فإن الولايات المتحدة تعاملت مع الحرب الحوثية ضد الأبرياء في اليمن والجنوب في إطار مصالحها الخاصة مع إيران، فحينما تسعى لمضايقة طهران لجأت إلى تضييق الخناق على مليشياتها، وهو ما ظهر حينما اتخذت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إجراءات تصعيدية ضد طهران وانتهى الأمر بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لكن حينما رأت الإدارة الحالية أن المهادنة هي الطريق الأسلم نحو دفع إيران إلى مفاوضات الملف النووي جرى إلغاء القرار.
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية فوارق في التعامل مع التنظيمات الإرهابية ففي الوقت الذي وجهت فيه ضربات قاسمة لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية ونجحت إلى حد كبير في إيقاف خطورته، لم تقم بالأمر ذاته بحق المليشيات الحوثية الإرهابية في حين أن الطرفين تورطا في جرائم حرب ضد الإنسانية، والاثنان عرضا مصالح الولايات المتحدة الأمريكية للخطر، وهو ما منح العناصر المدعومة من إيران إشارات على أن جرائمها لن تكون محل مواجهة عسكرية قوية من جانب البنتاجون الأمريكي.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية أضحت مدركة بأنه لا وصول لاتفاق سلام طالما أن الجهود الدولية المرتبطة بالضغط عليها لديها ارتباط وثيق بالضغط على إيران لدفعها نحو حل مشكلة برنامجها النووي، وبالتالي فإنها ترفض الانصياع لأي خطط سلام دولية وفي المقابل تقوم بارتكاب الجرائم التي طالت مؤخرا السفارة الأمريكية في رسالة للولايات المتحدة بأنها ستظل خاضعة لتوجهات إيران.
اقتحمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أمس الأربعاء، مقر السفارة الأمريكية في مدينة صنعاء، بعد أيام من حملة اعتقالات طالت 25 من العاملين السابقين في السفارة.
وقال مصدر لـ "المشهد العربي" إن عناصر المليشيا الإرهابية اقتحمت مجمع السفارة الأمريكية في منطقة سعوان بصنعاء ونهبت معدات وأجهزة، بعد أن أضحت السفارة شبه خاوية على إثر إقدام الولايات المتحدة الأمريكية بتسريح معظم العاملين المحليين لديها، وأبقت على عدد محدود من العمال والموظفين.
وقبل أيام اعتقلت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، عددًا من الموظفين المحليين السابقين في السفارة الأمريكية بصنعاء، وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إن المليشيا المدعومة من إيران، تعقبت موظفين سابقين في السفارة الأمريكية كانت أبقت على تعاقداتهم، بعد تسريحها معظم العاملين.
وأشار إلى أن المليشيا الإرهابية اقتحمت منزل أحد الموظفين واعتقلته مع طفله (16 عامًا)، واثنين من أصدقائه واقتادتهم إلى سجن المخابرات الحوثية، دون أن تكشف سبب الاعتقال أو التهم الموجهة إليهما.
وكانت مليشيا الحوثي الإجرامية اعتقلت موظفين سابقين في السفارة وأطلقت سراحهم بعد أشهر من الاعتقال دون توجيه أي اتهامات.