الاعتداء الحوثي على الدبلوماسية الأمريكية.. مواجهةٌ ليست على قدر الجريمة
أظهرت الولايات المتحدة، تعاملًا يمكن وصفه بـ"الرخو" مع المليشيات الحوثية الإرهابية في واقعة اعتقال عدد من الموطفين في سفارتها بصنعاء.
فعلى الرغم من حجم القمع الذي ارتكبه الحوثيون وإظهارهم وجههم الإرهابي إلى جانب اعتدائهم على الدبلوماسية الأمريكية، لكن واشنطن لم تتعامل على ما يبدو بقدر الحدث، مكتفية بإصدار بيان يطالب المليشيات بالإفراج عنهم، في خطوة ليس من المتوقع أن تتعاطى معها المليشيات.
وبغض النظر عن هوية الموظفين الذين تم اعتقالهم، فإنّ الواقعة تمثِّل اعتداءً على الدبلوماسية الأمريكية بشكل أو بآخر، وهو ما كان يستدعي تعاملًا أكثر حزمًا من أقوى دولة على مستوى العالم، كما يصفها الكثيرون.
الواقعة وهي تكشف حجم إرهاب الحوثيين، فهي تعيد إلى الأذهان كيفية التعاطي الأمريكي مع المليشيات، فقبل مغادرته السلطة مطلع العام، أدرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مليشيا الحوثي ضمن لائحة "المنظمات الإرهابية".
لكن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن رفعت المليشيات من القائمة، وقالت إنّ ذلك يهدف إلى "تسهيل وصول المساعدات الإنسانية".
لم يكن المبرر الأمريكي مقنعًا بشكل كبير، إذ لم تتغير الأوضاع الإنسانية لكن تفاقمت الأزمة سوءًا بشكل كبير، فيما اعتبر محللون أنّ تعاطي واشنطن مع المليشيات على هذا النحو دفعها للتوسع في ارتكاب جرائمها الغادرة حتى طالت الولايات المتحدة ودبلوماسيتها.
الولايات المتحدة طالبت اليوم الجمعة، مليشيا الحوثي الإرهابية بإخلاء السفارة الأمريكية بمدينة صنعاء فورًا، داعية إلى الإفراج عن موظفين محليين في سفارتها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في بيان، إن حكومة الولايات المتحدة ستواصل جهودها الدبلوماسية لتأمين الإفراج عن الموظفين وإخلاء السفارة بصنعاء.
البيان الأمريكي وفيما يمثّل دعوة صريحة للمليشيات للإفراج عن المعتقلين، إلا أنه لا يبدو أن يتواءم مع قدر الحدث، ويرى محللون أنّ المليشيات ستتجاهل هذه الدعوة.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أنّه تم الإفراج عن غالبية المعتقلين، لكنّ الحوثيين يواصلون احتجاز موظفين يمنيين إضافيين بالسفارة.
وتابعت: "نشعر بالقلق إزاء خرق المجمّع الذي كانت تستخدمه سفارتنا قبل تعليق عملياتنا في عام 2015.. ندعو الحوثيين إلى إخلائه على الفور وإعادة كافة الممتلكات المصادَرة".
يُستنتج هذا الافتراض بتعاطي المليشيات الحوثية بالدعوات التي وُجِّهت لها على مدار الحرب بشأن وقف الحرب والتوقف عن ممارسة جرائم القمع والاعتداء على السكان، لكن المليشيات الحوثية أغلقت أذانها عن هذه الدعوات وتوسعت في ارتكاب الاعتداءات.
وكانت عناصر حوثية قد اقتحمت أمس الأول الأربعاء، مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء، وذلك بعد أيام من اختطاف عدد من الموظفين وحراس السفارة.
ونهبت عناصر المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بعد عملية اقتحام السفارة، كمية كبيرة من التجهيزات والمعدات.
واختطفت المليشيات الحوثية، ثلاثة من موظفي السفارة الأمريكية بصنعاء، وذلك بعد قيامها قبل حوالي ثلاثة أسابيع باختطاف حوالي 22 آخرين معظمهم يعملون ضمن طاقم الحراسة الذي بقي يحرس مبنى السفارة.