«سكاي نيوز عربية» بعد عقد من الزمن
هاني مسهور
- لحظة لإفاقة العقل اللبناني
- حتى لا تكون بيروت عدن أخرى
- من شيخان الحبشي إلى عيدروس الزبيدي .. الاستقلال يعنى الاستقلال
- تل أبيب بعد أرامكو.. الحوثي على رقعة الشطرنج
في السادس من مايو 2012 وُلدت محطة «سكاي نيوز عربية» كمنصة إخبارية عربية بمنصات متعددة راعت منذ نشأتها تحديات التحولات في عالم الإعلام بمتغيرات التحديث المستجدة في القرن الحادي والعشرين، المهمة منذ البدايات كانت واضحة باستهداف التنوير وإضاءة العقل العربي بما يجب أن يضاء في توقيت متزاحم من اضطرابات هزت العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.
الإعلام العربي الذي ظل مغلفاً ومغلقاً بمحددات صنعت عبر أيديولوجيات القرن العشرين الذي كان مهداً لزراعتها في ظرفيات زمانية طغى عليها الاستعمار الأجنبي وتسللت من خلاله أفكار المتأسلمين فزرعوا بذار نباتهم، ثم جاءت أيديولوجيات الشرق الماركسية في غمرة صراع الخلاص الوطني وتقاربت حد التزاوج فيما بعد الانكسارات والهزائم القومية العربية المتوالية، كان المنتج خليطاً ممزوجاً بكتل من الكراهية وظفت في سياقات المراحل التي آلت إليها مآلات صعود الثورة الإسلامية الإيرانية وتلاقت مع حركة جهيمان العتيبي، لتكون مداً شرساً انعكس على خطاب إعلامي أحادي وصل ذروته في أن تتحول وسائل الإعلام لناقل لخطابات المتطرفين وهم يهددون من على كهوف تورا بورا العالم بالقتل والدمار.
الإعلام العربي ظل مرهوناً بهذا الخطاب النافر والمنفر، وإن كانت الاجتهادات محدودة، مع الزخم الممول بسخاء لتسميم العقل العربي وتخويف العقل الغربي، فكان ولابد من إطلاق منصة تسعى لتجديد الخطاب الإعلامي العربي وتتحمل مسؤولية تفكيك ما التبس بالعرب من ذلك المد العالي والطاغي، تحملت منصة «سكاي نيوز عربية» جسيم المسؤولية عبر المراهنة على الوعي المعرفي.
الصحافة العربية تمتلك من الإرث الأخلاقي ما يجعلها قادرة على تشكيل الروافع الحاملة للتنوير، فهي امتداد لحضارة بعيدة من اللغة والأدب والتكوين، وهذا ما يمكن أن توفره المنصات الصحفية بمبادئ وأخلاقيات المهنة الصحفية، عبر كوادر صحفية تمتلك من ذلك المزيج الذي وفرته مؤسسة عربية على الأرض العربية بقيظها وبردها وبصحرائها وبحرها، جمعت الكوادر تحت سقف واحد لتطلق في الفضاء فيضاً دفاقاً من المعارف بقوالب الصحافة الحديثة.
الأدخنة المتعالية من الأوطان شكلت تحدياً أولاً كان لابد من احتوائه والتعامل معه بواقعيته مهما كانت سوداوية المشهد، التنوير من خلال تسمية الأمور بمسمياتها وتعريف الأشياء كما هي في واقع حالها كانت المبدأ، وعليه كان التعاطي مع هذا التحدي والذي صادف الحشود المليونية في ساحات المدن والقرى العربية، وفيما كانت المصطلحات مضللة كان الصحفي في سكاي نيوز عربية عبر كل منصات الإنتاج المتاحة عليه مهمة تطويع الحقيقة لتمر إلى المتلقي دونما تزييف.
برامج وحزمة متعددة من المنتجات تولت وتوالت لتقدم محتوى معرفياً يعتمد على الحرفية والمهنية لم تتوقف حتى بلغت ذروتها بإنشاء أكاديمية متخصصة لتعمل على تأهيل المزيد من الصحفيين المهنيين بكافة التخصصات، فهذا جزء من مسؤولية التنوير ورافد من الروافد التي تقدمها الإمارات كمصدر من المصادر المعرفية.
الفكرة ليست تعريباً لاسم إعلامي دولي معروف حول العالم، بل إخضاعه للشخصية العربية في سياقها التاريخي التليد. عِقدٌ أول من عمل ومثابرة أنتج الملايين من ساعات الإنتاج، وكماً هائلاً من التقارير الإخبارية والحوارات والندوات والتغطيات المباشرة للأحداث حول العالم، على قاعدة لم تتغير برغم كل المؤثرات، فقدمت محتوى يضيف للعقل العربي الإضافة من دون خضوع للأدلجة وانحراف في التوظيف السياسي للمحتوى الإخباري، منحت هذه المؤسسة خبرات تراكمية ستدفعها لعقود في سباق مع التحديات بما فيها من المنغصات، فهذه مهمة ومسؤولية التنوير والإرشاد والوعي العربي من الإمارات للعرب من خليجهم لمحيطهم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.