أما لهذا النفق من نهاية ؟
علي ثابت القضيبي
- العمل المجتمعي التّطوعي
- المصفاة وإذا إفترضنا هذا صحيحاً !
- عودوا رتبوا بيتنا من الداخل
- المفخّخات السياسية في جنوبنا
* بخطىً ثقيلة نترنح على أديم شريط حياتنا المُتخمة بالويلات ، فنحن ننام مثقلي الرؤوس بهموم الديون والغلاء ، ومن أنين أطفالنا الجوعى وإنعدام الخدمات وخلافه ، ونصحوا على كابوس كيف سنواجه يومنا هذا ومابعده ، واليوم نحن بدون بنزين وبدون غاز للطبخ وحتى بلاكهرباء ! والأكثر إيلاماً أن لابارقة أمل لحل جذري في الأفق .
* ثمّة معطيات تفردُ للمرء شيئا عن كِنة هذا الواقع ، منها : الخيبة تماماً من أداء الجيش الوهمي للشرعية في جغرافيا الشمال ، وتدليل الحوثي دولياً وتحصينه في مكامنٍ ما ، والعبث الممنهج بالبنك المركزي والإقتصاد عموما ، وايضاً رسم بؤر تسخين وإخماد أوار المواجهات على خارطة الحرب ، وكذلك ثبوت تموضع جيوش الشمال النائمة تماما لسبع سنوات على تخوم النفط في جنوبنا ، والأغرب في الإصرار على إستمرار تعطيل مصفاة عدن عمداً ، ومؤخراً نسمع عن تموضع قوات طارق عفاش في المواقع التي حرّرها عمالقتنا الجنوبيين في شبوة مؤخراً !
* كل هذه خفايا يكولسها المتحكمون بالملعب هنا ، وهم السلطة الشرعية بعلم ومشاركة الرعاة في الإقليم ، وبالقطع اللاعبين الكبار دولياً ، وكمثال : فهؤلاء يصمتون على عدم توريد الشمال - تحديداً مأرب وتعز - لإيراداتهما الى البنك المركزي في عدن ، أو هم يوردوا على وجه الدقة 0,8% من كل مواردهم ، وفي الوقت عينه يسحبوا كل نفقاتهم الفلكية ومرتباتهم من هذا البنك الذي كل إيراداته من جنوبنا بشعبه المنهك ! وهذه معادلة مختلة ، وهي إمعاناً في إنهاك جنوبنا الذي تخاذل شعبه بكل أسف بالصمت على كل ذلك .
* بتفاقم حالة الإفقار الممنهج لجنوبنا ، ومعها تتغول كل مظاهر الإنحلال القيمي وصور التفسخ فيه ، وهذه تأتي في تفاقم إنتشار المخدرات ، وتنامي أنشطة الجبايات والنهب والإثراء غير المشروع للبعض ، وإنهيار التعليم وزيادة التسرب منه ، ناهيك عن إنتشار السلوكيات البلطجية والفوضى .. إلخ ، هنا تتسع مساحة الإنفلات القيمي والتحلل المجتمعي ، ويترتب عليها إنهيار المجتمع أو على الأقل جيلا كاملا فيه .
* لذلك تطبقُ الغشاوة على عيني كلما أفكر ياترى كيف ستكون دولة جنوبنا المُؤمّل عليه ؟ ثم نحن الجنوبيون لانُبدي أي مقاومة لصور التّجريف القيمي الممنهج الذي يغتالنا ، وقد يقول قائل : عندما تأتي الدولة سيتغير كل شيئ ، وهذه قراءة تسطيحية ومبتسرة للواقع ، لأنّ الطّحن في الشعوب وتدميرها بأجيالها ، هنا لاتعيدها الفرامانات والقرارات ، وإنما إعادة البناء والتأهيل بجهد عقودٍ من السنين ولاشك .
* لقد حشرونا قسراً في نفق لامتناهي ، ونحن نتمسك بإتفاق الرياض الميت سريريا منذو ولادته ، وفي الوقت عينه يتلاحق الضرب المبرح تحت الحزام لجنوبنا ، وتجري عملية خلخلتنا وٱنهاكنا بحذقٍ وخُبث ، وهذه القراءة ربما هي بعيدة تماما عن أذهان قيادتنا في الإنتقالي ، ولأنّ مايجري لاتفسير ٱخر له ، خصوصا والعسف والتجويع والطحن في جسدنا قد تفاقم بصورة أكثر هولاً وبشاعة بعد إتفاق الرياض إيّاه ، أليس كذلك ؟!