رسائل وليست نصائح إلى رئيس وأعضاء مجلس القيادة

1. لقد تعمدت وسم منشوري هذا بالرسائل وليس بالنصائح لسببين، الأول أن من أتحدث إليهم هم أمام تحديات وفي مواقع قد تكون أكبر من قدرتي على النصح، والثاني أن أصعب المواقف عندي هي تلك التي يطلب فيها أحدهم مني أن أقدم له نصيحةً ما في أمرٍ ما، فالنصيحة عنصر يأتي من الخارج لكنك لا تدري ما بداخل متلقي النصيحة ولا ماذا يريد ولا كيف يرغب في الوصول إلى ما يريد. 2. ساتجنب في رسائلي هذه الحديث عن المواقف السياسية السابقة والمعايير السلوكية والعلاقات الاجتماعية لكل من رئيس وأعضاء المجلس، وبالتأكيد ساتوقف عند هذه الأمور لاحقا فلدي الكثير مما سأقوله عن هؤلاء ولكن ليس في هذا المقام. 3. رسالتي الأولى للإخوة الكرام رئيس وأعضاء المجلس هي: تذكروا أنكم لستم ملائكةً ولا رسلاً منزلين من السماء بل أنتم قيادة مؤقتة وحتى ليست منتخبة وإنما أنتم مكلفون من رئيسٍ منتخب شعبياً، وفي هذا السياق تذكروا التحديات الجسيمة التي تقف أمامكم وتذكروا أن الناس تتطلع إلى معجزة يتوقعون منكم أن تصنعوها لتخرجوهم من جحيم الأزمة التي أوصلهم إليها اسلافكم. 4. حذار ثم حذار ثم حذار من مستشاري السوء ومن الصبية حديثي العهد بالسياسة عديمي الخبرة في الإدارة، فكثير من القادة السياسيين الشرفاء وقعوا ضحية أمثال هؤلاء ونصائحهم واستشاراتهم الخائبة وما أعنيه هنا هو علاقتكم بمواطنيكم ومناصريكم وحتى المخالفين معكم،. . . 5. فقد يوهمكم أحد هؤلاء بأن الترفع عن الناس وتقليل الاختلاط بهم وصناعة الحواجز معهم وتعقيد مراسيم وطقوس اللقاءات مع العامة أو حتى مع النخب السياسية والثقافية سيزيد من مقاماتكم ويرفع من شأنكم، وهذا إنما يمثل وهماً يصنعه مستشارو السوء، فالقائد الناجح هو ذلك الذي يفتح أبواب بيته ومكتبه وقبل هذا قلبه لجميع الناس ويبتسم في وجوههم وينصت إلى ما يقولونه بعناية واهتمام، ولا يصنع الحواجز الزائفة بينه وبينهم، أما القائد المعزول فلا يزداد إلا عزلةً ولا يكسب إلا امتعاض الأحباب وسخط الصحاب. أشير هنا إلى أنني تلقيت عرضاً من زملاء برلمانيين لمقابلة كلٍ من رئيس المجلس د.رشاد العليمي وعضو المجلس طارق صالح، وشكرت هؤلاء الزملاء حيث لدي انشغالاتي ولدي الأخوين انشغالاتهم، لكن الشاهد هنا أن السياسي لا يخاصم ولا يحارب ولا يقاطع حتى من اختلف معهم أو حاربهم ذات يوم. 6. ما تعرضت له هنا ليس إسقاطا على أي موقف ولا موجهاً لأحد بعينه من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، لكنه استحضار لذكريات ومواقف لأسماء خلدها التاريخ منذ الخليفة عمر ابن الخطاب وموقفه المشهود مع مبعوث كسرى ملك الفرس، إلى ما عشناه وشهدناه وقرأناه عن الزعيمين الشهيدين سالم ربيع علي وإبراهيم الحمدي وما رأيناه وعايشناه مع قادة أمثال الشهيدين علي عنتر وثابت عبد حسين والعشرات أمثالهم، ونحن هنا لا نتصور من قادة وأعضاء مجلس القيادة أن يكونو كلهم عمر ابن الخطاب ولا حتى علي عنتر وثابت عبد فــ"إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"