النداء الأخير ليافع

منذ عام ويزيد وأنا أبحث عن جهة تتبنى مشروع إعلامي يبقي اسم الصحفي نبيل القعيطي قيد الحياة، نبيل شهيد الصحافة الذي غيبته رصاصة غادرة أطلقها إرهابي في وضح النهار، وذهب إلى مصرف قريب من مسرح الجريمة لكي يستلم الثمن، وحتى اللحظة لم تحرك الأجهزة الأمنية ساكنا، ولا نعلم أين وصلت تحقيقاتها الفنكوشية. نبيل ليس أول صحفي، وليس آخر صحفي تغتاله الجماعات الإرهابية بسبب عمله، وما كشفه عن مخططاتها وجرائمها صوت وصورة، لكنه ربما الوحيد الذي تعرض اسمه للإغتيال أيضا. أذكر مثالا واحدا لصحفية عراقية اسمها أطوار بهجت اغتالتها كذلك الجماعات الإرهابية في العام 2006م، وفي العام 2008م تم القبض على قاتلها، ليس ذلك فحسب، بل تخلد اسمها من خلال جائزة تمنح سنويا لأفضل صحفية عربية. هكذا تخلد اسمها في ذاكرة الصحافة العربية والعالمية، ففي كل عام تحتفل الإعلاميات العراقيات بجائزة أطوار بهجت، ويستعرضن تاريخ الشهيدة، وما قدمته في سبيل الحقيقة، وهذا نصر معنوي كبير على قاتليها. حاولت أن أساهم بشكل بسيط في تخليد الشهيد نبيل القعيطي من خلال مشروع الجائزة، لكن من يفهم معنى أن تكون وفيا مع شهيد لا يراك ولا يسمعك وسط ضجيج النفاق والمصالح؟ علما أنني تقدمت بالمشروع لعدد من الجهات الجنوبية التي رافقها نبيل لحظة، بلحظة، وكان صوتها القوي والمزعج لكل أعدائها، وكذلك فعلت مع رجال مال وأعمال جنوبيين، ومؤسسات إعلامية، وصحفيين وأصدقاء، ومنيت بخيبة كبيرة. اليوم وفي الذكرى الثانية لاستشهاد الصحفي نبيل القعيطي أطرح هذا المشروع أمام الجميع، وكلي أمل أن يتفاعل كل محبي وزملاء وأصدقاء نبيل وأهله في يافع، مع الفكرة ويخرجوها إلى النور، وكذلك يختاروا من شاءوا لتنفيذه، وسوف أزودهم بتصور كامل عن الفكرة وآلية التنفيذ. النداء الأخير ليافع، وهي قادرة إن أدركت بأن نبيل أبنها أولا وأخيرا. ملاحظة: المشروع كنت قد أرسلته في وقت سابق لعدد من الزملاء والأصدقاء في يافع، وأعطيتهم كامل الحق في تنفيذه.