تحليل: محافظة أبين جرح جنوبي يتعافى

الأربعاء 6 يوليو 2022 19:10:00
تحليل: محافظة أبين جرح جنوبي يتعافى

الموقع الاستراتيجي الهام والدور التاريخي المميز لمحافظة أبين بالنسبة للجنوب في الوقت الذي جعلها هدفا ومسرحا لمؤامرات اعداء الجنوب...جعلها أيضا الجرح النازف الذي يتألم منه كل جنوبي من اقاصي شرق الجنوب وحتى غربه، و"يتداعى له بالسهر والحمى".

حاول نظام 7/7 من خلال عدد من الوجاهات المتمصلحة أن يسلخ هذه المحافظة عن جسدها الجنوبي الأصيل ، وعندما رفضت أبين الانسياق وراء مخططاته الفتنوية، عاقبها هذا النظام بطريقته البشعة والدنيئة من خلال:

- زرع وتشجيع الجماعات الإرهابية ، التي اعاثت في الأرض قتلا وفسادا وتشويها لسمعة أبين الخير والخضرة والتسامح، وذلك عن طريق تنفيذ عمليات إرهابية ضد السياح الأجانب كما حصل عام 1988م ، وبالتالي خلق تبريرات لضربها كما حصل في مجزرة امعجلة 17 ديسمبر 2009م التي راح ضحيتها العشرات بما فيهم أطفالا ونساء.

وكانت الحكومة اليمنية قد اعترفت إن قواتها قامت بالعملية وحدها دون تدخل الولايات المتحدة. غير أن فيليب لوثر نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية قال :"إن توجيه ضربة عسكرية من هذا النوع ضد مسلحين مزعومين من دون محاولة اعتقالهم هو على الأقل غير قانوني، كما أن حقيقة أن الكثير من الضحايا كانوا من النساء والأطفال يُعد مؤشراً على أن الهجوم كان في الحقيقة غير مسؤول بتاتاً ولا سيما على ضوء احتمال استخدام الذخائر العنقودية" [ويكيديا الموسوعة الحرة] .

- تسليم المحافظة ل"أنصار الشريعة" عامي 2011م و 2015م وجعلها مسرحا لتواجد هذه الجماعات منذ معارك 2019م.

- صباح يوم الخميس، 23 يوليو 2009، قُتل وأصيب نحو 68 شخص، بعد أن أطلقت قوات الأمن المركزي التابعة لنظام الرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، الرصاص الحي ضد المئات من المحتجين السلميين، خلال مهرجان للحراك الجنوبي بمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين.


هزت هذه الحادثة أهالي الجنوب، نظرا لدمويتها والطريقة التي تمت فيها الواقعة. وصفها السكّان بـ "المجزرة".


يقول الأهالي أنها أحد أكبر الانتهاكات ضد الحراك السلمي الجنوبي الذي اندلع في العام 2007. [سوث 24, 23/7/2021]

قبل وبعد هذا التاريخ، أيضا، شنت قوات النظام اليمني أعمال قمع واسعة ضد المعارضين في الجنوب، كالاغتيالات الفردية لنشطاء وقيادات في صفوف الحراك الجنوبي، فضلا عن حملات اعتقالات وإخفاء قسرية بحق المدنيين، وفقا لمنظمات حقوقية محلية. تعرّضت، كذلك، عدد من المدن في محافظات أبين ولحج والضالع، لأعمال قصف مدفعي بالأسلحة الثقيلة كالدبابات.

- حرمان مناطق المحافظة كما حصل مع بقية محافظات الجنوب، ليس فقط، من المشاريع الخدمية والتنموية ، فحسب، بل وتعطيل وتدمير ما كان موجودا منها قبل الوحدة والحيلولة دون استفادة الاهالي من خيرات وثروات أرضهم الزراعية والسمكية والباطنية.

- ظلت جماعات القاعدة تشهر سلاح الاغتيالات والقمع والتفجيرات كلما انجز الجنوبيون أي حطوة على طريق التصالح والتسامح ووحدة الصف الجنوبي...

- خلال الحرب الأخيرة ظلت أبين ساحة صراع لقوى الإخوان تستخدم ورقة الإرهاب في المحافظة لتصفية الحساباب مع الخصوم، ومن يهدد نفوذها في الجنوب، وأبرزهم المجلس الانتقالي، وبالفعل تم على أيدي هذه الجماعات اغتيال العديد من القيادات الجنوبية ومحاولات اغتيال عدد أخرا ابرزهم قائد الحزام الأمني في أبين عبداللطيف السيد... إلى أن جاء حدث دخول قوات الحزام الأمني إلى شقرة بعد تفاهمات مع مدير أمن محافظة أبين، وقائد المحور وقيادات عسكرية وأمنية، لإنهاء الصراع في المحافظة وتوحيد الجهود ضد الجماعات الإرهابية الممولة من الإخوان والحوثي.

لذلك يكون المجلس الانتقالي الجنوبي، بهذه الخطوة قد قطع إحدى أوراق الإخوان المسلمين، وطوى صفحة شقرة ، وذلك بعد استلام قوات من الحزام الأمني المدينة الساحلية بعد تفاهمات مع قيادة المحوروسط تأييد شعبي غير مسبوق.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

* باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي

الدراسات والتحليل

الأحد 21 إبريل 2024 13:51:18
السبت 20 إبريل 2024 14:36:00