تحليل: ملخص لأهداف ونتائج زيارة بايدن للمنطقة وقمة جدة للأمن والتنمية

السبت 16 يوليو 2022 19:59:00
تحليل: ملخص لأهداف ونتائج زيارة بايدن للمنطقة وقمة جدة للأمن والتنمية

أولا، الملف النووي الإيراني:

الهدف الأساسي لزيارة بايدن : المساعدة في تهدئة مخاوف إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي في حالة التوصل إلى اتفاق مع طهران...
النتيجة:اتفاق امريكي اسرائيلي بعدم السماح لإيران امتلاك السلاح النووي..وهو نفس الموقف الذي أكدت عليه كذلك السعودية ومصر والأردن والبحرين مع ربط هذا الموقف بمنطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية.

ثانيا، الأمن الإقليمي:

الهدف الأمريكي الإسرائيلي: ترتيب أمني عسكري تحت غطاء نظام أمني إقليمي لمواجهة إيران بأشكال مختلفة، وفق رؤية اسرائيلية [ناتو شرق أوسطي بقيادة اسرائيلية] وتطبيع عربي أوسع مع اسرائيل

النتائج :

1- تعهد أمريكي بأولوية أمن اسرائيل كجزء من الأمن القومي الأمريكي وتفوقها اقليميا دون منافس, وفتح المجال الجوي السعودي أمام الطيران المدني الاسرائيلي.

2- تعهد الرئيس بايدن بالتزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.

3- أكد الجانبان الأمريكي والسعودي أهمية الحفاظ على حرية حركة التجارة عبر الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية، ولا سيما باب المندب ومضيق هرمز، ورحبا بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثا للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وزيادة ردع التهريب غير الشرعي إلى اليمن. كما رحب الجانبان بتولي السعودية قيادة قوة المهام المشتركة 150 التي تعزز أهداف الأمن الملاحي المشترك في خليج عمان وشمال بحر العرب.

4- سعياً إلى تحسين وتسهيل تبادل المعلومات في مجال الأمن البحري، سيتم تعزيز التعاون بين القوات البحرية الملكية السعودية وقوة المهام المشتركة 153، من خلال مركز التنسيق الإقليمي المترابط والذي ستكون قيادته من مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين.

5- اتخذت معظم الدول العربية المشاركة قدرا كبيرا من الحذر. فمن المفهوم أن دول مجلس التعاون الخليجي تشعر بالقلق إزاء السياسات الإيرانية في المنطقة، ولكنها في الوقت ذاته انخرطت في محادثات ثنائية مع طهران. ومن ثم، فإن دخولها في أي ترتيب سياسي عسكري موجه ضد طهران قد لا يكون وارداً ومفيدا، على الأقل في المرحلة الحالية، وإلى أن يتضح الموقف بالنسبة لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وكذلك ما يخص نتائج المحادثات الثنائية مع طهران وزيارة الرئيس الروسي المرتقبة لطهران... وقد تأكد هذا بعدم القاء الإمارات وسلطنة عمان كلمات في قمة جدة.

ثالثا، ملف النفط!

كان هدف بايدن اقناع السعودية زيادة حجم إنتاجها بهدف تخفيض أسعار النفط لكبح جماح التضخم في امريكا من ناحية ولحرمان روسيا من الاستفادة من الزيادة من ناحية أخرى،لكن السعودية قالت أنها لن تتمكن من تلبية رغبات بايدن إلا بشكل محدود وأن لها سياستها النفطية الخاصة والمسؤولة مع أوبك بلاس.

رابعا، الملف اليمني:

كان الملف اليمني ثانويا شأنه شأن الملفات السوية والليبية والسودانية, وتم التركيز على الهدنة والجوانب الانسانية.

سياسيا : على الرغم من ت إشارة البيان بأمل التزام الحوثيين ب"المرجعيات الثلاث" فقد أكد دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني...في حين غابت مفردات "وحدة اليمن" و"المرجعيات الثلاث" عن أعمال "قمة جدة للأمن والتنمية" , بل أكد الجميع على إنهاء الحرب وحل "يمني يمني" وهو ما يعني ثنائية الشرعية والحوثيين من جهة, والجنوب والشمال من ناحية أخرى,باستثناء الإشارة اليتيمة للمرجعيات من جانب أمير قطر فقط.

الخلاصة:

- كانت لدى واشنطن وتل أبيب مصلحة واضحة في عقد مثل هذه القمة,وكذلك السعودية التي استضافتها بنجاح كبير وبحضور الرئيس بايدن شخصيا الذي كان استقباله في جده فاترا بالمقارنة مع الاستقبال الحار للرئيس المصري والملك الأردني ورئيس الوزراء العراقي.

- يتعين على الدول العربية المعنية تجنب الانخراط في أي عملية تهدف إلى إنشاء هيكل أمني إقليمي للشرق الأوسط قبل التشاور فيما بينها. الأمر الذي يستلزم إجراء مشاورات بشأن تحديد التهديدات المشتركة، واختيار نموذج الهيكل الإقليمي الذي يصون مصالحها الأمنية وهو ما أشار إليه بوضوح الرئيس المصري، بالإضافة إلى الاتفاق على كيفية التعاون فيما بينها في إنشاء آليات من شأنها تعزيز قوتها التفاوضية إزاء الدول الإقليمية الأخرى التي ستكون في نهاية المطاف جزءاً من الهيكل الأمني الإقليمي.

العميد / ثابت حسين صالح

باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي

الدراسات والتحليل

الأربعاء 27 مارس 2024 18:27:39
السبت 23 مارس 2024 14:13:06
الأربعاء 20 مارس 2024 18:52:21