تحليل: المتغير في السياسة الخارجية التركية تجاه المنطقة العربية

الأحد 21 أغسطس 2022 16:47:45
تحليل: المتغير في السياسة الخارجية التركية تجاه المنطقة العربية

التطورات الداخلية والخارجية خلال السنوات الماضية فرضت على القادة الاتراك حتمية مراجعة سياساتها الخارجية وخاصة تجاه المنطقة العربية.حيث شرعت تركيا عام 2020 في حملة لإصلاح العلاقات مع خصومها، إذ حاولت التقرب من مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية.

كشف تحليل أميركي للعلاقات الخارجية التركية نشرت مقتطفات منه قناة العربية في 12مارس 2021م أن أنقرة أدركت أن عودة الإخوان إلى السلطة انتهت وأن الجماعة أصبحت من الماضي، وبالتالي حان الوقت للتخلص من إرث هذه الجماعة التي تحالفت معها منذ الربيع العربي لأهداف أيديولوجية وإعادة العلاقات بمصر.

لكن أردوغان ظل يبحث عن طريقة لإعادة هذه السياسة إلى الوراء. وبدأ البلدان العام الماضي محادثات دبلوماسية استكشافية، مثّلت أول اتصال رفيع المستوى من نوعه بينهما منذ عام 2013 ، عندما توترت العلاقات إثر عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

جرت العادة أن التصريحات بخصوص العلاقات مع مصر تأتي من مسؤولين في الحكومة التركية دون الرئيس، وهو ما يؤكد الرغبة الملحة لدى أردوغان فى إنهاء حالة الجفاء مع القاهرة.

وجاءت تصريحات الرئيس التركي حول مصر، بعد أيام من حديث وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو للموقع الإخباري الرسمي "تي آر تي خبر" بأن علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تتقدم وتتطور بشكل جيد للغاية، لكن العملية مع مصر تسير بشكل بطيء نسبيا.

وعلى وقع التلميحات التركية الأخيرة بشأن الحوار مع دمشق، عادت تركيا وأوضحت أن الحوار خير علاج.

فقد أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لا يستبعد الحوار والدبلوماسية مع النظام في سوريا.

ولفت في حديث مع الصحافيين، اليوم الجمعة، بعد زيارة إلى أوكرانيا، إلى أنه على الجميع اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل التوصل لحل نهائي.

لا خلاف مع مصر أما بخصوص العلاقات مع القاهرة، فأوضح بأنه لا يوجد خلاف بين أنقرة والشعب المصري. وشدد على أن بلاده تحتاج إلى السلام مع القاهرة في أسرع وقت.

التفاهم شرط أساسي في سوريا

أما في ما يتعلق بسوريا، فأتت هذه التصريحات بعدما أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، الأسبوع الماضي، أن التفاهم شرط لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في سوريا.

كما دعا أيضا المعارضة حينها إلى حوار جدّي مع النظام، مشيراً إلى ما قال إنها جهود حثيثة تبذلها تركيا لوقف الحرب في سوريا.

التحديات:

مشكلة العلاقات بين تركيا والعرب، وتعطل التقارب، يرجع إلى أن الرئاسة التركية لا تقدم على خطوات عملية تستجيب فيها لمطالب الدول العربية وتثبت حسن النوايا.
ينبغي أولا الاستجابة للمطالب المصرية بعدم تحويل تركيا إلى ملاذ لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، أو منصات سياسية وإعلامية لهم، ووقف التدخلات العسكرية التركية في دول الجوار مثل العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن وغيرها.

العميد / ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي