تحليل: ما وراء التهديدات الحوثية والإخونجية ضد المنشآت النفطية؟

الخميس 6 أكتوبر 2022 19:39:00
تحليل: ما وراء التهديدات الحوثية والإخونجية ضد المنشآت النفطية؟

صعد الحوثيون من تهديداتهم باستهداف الشركات النفطية الأجنبية العاملة باليمن وخاصة في الجنوب، لإجهاض الجهود المبذولة لتحسين المناخ الاقتصادي والخدمي والمعيشي.

حيث كان مجلس القيادة الرئاسي والحكومة قد كثفا مؤخرا التحركات لتوفير بيئة آمنة في المنشآت النفطية والغازية تمهيدا لإعادة استئناف الإنتاج والتصدير، ومنها قرار مجلس القيادة الرئاسي بتشكيل لجنة عليا لإدارة إيرادات المناطق المحررة وعلى رأسها عائدات النفط والغاز برئاسة اللواءعيدروس الزبيدي، لوقف عبث الإخوان طيلة 7 أعوام ناهيك عن الأعوام التي سبقتها.

الحوثييون بإطلاق قابلوا هذه الجهود بحملة تهديد ووعيد,وصلت حد التلويح بشن هجمات على هذه المصالح الحيوية الجنوبية بالصواريخ الباليستية والطيران المسير, وهو ما دفع الشركات النفطية الأجنبية العاملة بما فيها شركة توتال الفرنسية تشترط لاستئناف عملها في شبوة أن يكون هناك اتفاقا حول القضايا الأمنية، وهو ما استغله الحوثيون عبر تهديداتهم في مسعى للحصول على مكاسب اقتصادية.
النفط والغاز ينتج من مأرب وحضر موت وشبوة، لكن هذه الأخيرة لا تعمل منشأتها وقطاعاتها كافة، أهمها منشأة بلحاف والتي تملك شركة توتال الفرنسية فيها نصيب الأسد وتبدي مخاوف متزايدة بشأن أي هجمات حوثية.

ومن المقرر أن يستأنف قريبا الإنتاج والتصدير من حقل العقلة النفطي في شبوه والذي يعد أكبر حقول النفط وذلك للمرة الأولى منذ 8 أعوام.

تهديدات منهجية:

تهديدات الحوثي هذه, هي الأولى منذ استئناف عملية تصدير النفط عام 2018، وقد جاءت هذه المرة ردا على خسارة الإخوان لمحافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز وهو دليل آخر لتعاون خفي وتقاسم للثروات بين التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها.
حيث انطلقت تهديدات الحوثي جنبا إلى جنب مع حملة شائعات إخوانية استهدف بشكل أساسي منشأة بلحاف الاستراتيجية وهي مرفأ تصدير ومحطة إنتاج، يبلغ إنتاجها السنوي 6.7 مليون طن من الغاز المسال وتوقفت منذ انقلاب الحوثي نهاية 2014م.

تزامن تهديدات الحوثي وشائعات الإخوان هي انتقام مشترك لاستهداف حقول إنتاج النفط وموانئ تصديره وذلك ردا على الضربة العنيفة التي شلت يد الإخوان من التحكم في ثروات المحافظات المحررة.

تحرير محافظة شبوة النفطية من قبضة الإخوان فرض تهديداً حقيقاً على ما تبقى من وجود عسكري لهم وحلفائهم حول حقول النفط في كل من مأرب ووادي حضرموت.

صدرت التهديدات المنهجية الحوثية، على لسان كبار قيادات الحوثي بما فيها عبدالملك الحوثي, حد مطالبة الشركات بتوريد عائدات النفط إلى البنك المركزي في صنعاء.

بهذه التهديدات الأخيرة , يسعى الحوثيون أيضا , لفرض شروطهم لتمديد الهدنة الأممية لاسيما "المرتبات" -التي نهبوها خلال السنوات الماضية لصالح "المجهود الحربي"- وذلك للهروب من النقمة الشعبية، كما أنهم يُمهدون لفرض اتفاق يقضي بتقاسمهم إيرادات النفط مع السلطة الشرعية.

حماية المصالح الحيوية الجنوبية من أهم التحديات:

بعد تحرير شبوة من الحوثيين والإخوان أوكلت مهمة حماية المنشآت النفطية إلى قوات العمالقة الجنوبية بالتشارك مع قوات دفاع شبوة وقوات التحالف العربي.
هذه الحماية تشمل أي هجمات قد تتعرض لها المنشآت النفطية من قبل تنظيمات القاعدة والإخوان أو الحوثية.

ينبغي الآن أخذ تهديدات الحوثيين والإخوان للمنشئات النفطية الجنوبية مأخذ الجد باتخاذ تدابير وإجراءات ملموسة لرفع كفاءة وقدرة قوات الحماية لهذه المنشئات بمختلف الوسائل... للحفاظ على ثروات الجنوب وتسخيرها لصالح شعبه ولطمأنة الشركات الأجنبية والاستثمارية وخلق بيئة ملائمة لنشاطها.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.

الدراسات والتحليل

الأحد 21 إبريل 2024 13:51:18
السبت 20 إبريل 2024 14:36:00