تحليل: ماذا بعد التصنيف؟ (الحلقة الأخيرة)
في الحلقة الماضية من موضوعنا التحليلي: "وماذا بعد التصنيف؟"...تحدثنا عن المآلات التي تسبب بها قرار قوى الشمال التي سيطرت على الشرعية بحرف مسار وتوجه الحرب من الحرب لاستعادة صنعاء من الحوثيين إلى الحرب للسيطرة على الجنوب المحرر.
هذه السياسة كانت نتيجتها إحباط كل المحاولات الجادة لتحرير الشمال، وانكشاف امر التخادم الاصلاحي الحوثي بشكل صريح - وضمنيا ليشمل مراكز قوى أخرى - ضد الجنوب صراحة وضد التحالف مضمونا ونتيحة.
وفي ضوء قراءة الحلقتين الأولى والثانية يستطيع القارىء اللبيب والمنصف أن يستنتج أن قرار مجلس الدفاع الوطني بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية لا يعدو كونه إسقاط واجب أو لرفع العتب عن صمت وتخاذل جناح سلطة الشرعية عن الصمت تجاه العدوان الحوثي المستمر على كلما هو جنوبي بما ذلك المنشآت المدنية، والأهم من ذلك عدم وجود نوايا جادة وخطوات عملية ملموسة لتحرير محافظات الشمال من الحوثيين.
وبدلا من مواجهة استحقاقات حل مشاكل المرتبات والخدمات والعملة في المناطق المحررة وتوريد ايرادات مارب وتعز إلى البنك المركزي عدن وتنفيذ الجانب العسكري من اتفاق ومشاورات الرياض بتحريك وحدات الجيش الوطني بما فيها قوات المنطقة العسكرية الأولى لدعم الجبهات في مأرب والبيضاء وحجة وتعز ...بدلا من ذلك وعوضا عنه انشغل المجلس والحكومة في تعيين وتوفير مستحقات محافظين ومسؤولين وموظفين محافظات الشمال الواقعة أصلا تحت إدارة الحوثيين، والبحث وتأزيم قضايا خلافية مع الجانب الجنوبي والدوران في نفس حلقة وعقدة "إسقاط انقلاب الحوثيين أولا وبعدين نتفاهم".
لكن الأسئلة التي لم تجد لها إجابة صادقة وصريحة من جانب "شماليي الشرعية"منذ 2015م هي: متى وكيف ومن سيسقط انقلاب الحوثيين ويحرر محافظات الشمال؟