تحليل: الاحتجاجات في إيران الى اين؟

الثلاثاء 1 نوفمبر 2022 13:20:00
تحليل: الاحتجاجات في إيران الى اين؟

الاحتجاجات الإيرانيّة 2022، ويُشار لها في بعضِ المصادر بـ "احتجاجات سبتمبر الإيرانيّة" هي سلسلةٌ من المظاهرات التي بدأت في إيران في 14 سبتمبر 2022 عقبَ مقتل الشابّة الإيرانيّة من أصل كردي مهسا أميني بعد تعرضها للضرب المبرح أثناء احتجازها واعتقالها من قِبل "شرطة الأخلاق" التابعة للنظام الإيرانيّ.

بدأت الاحتجاجات في مدينة سقز مسقط رأس مهسا، وامتدت لمدن أخرى على رأسها سنندج، ديواندره بانه وبيجار الواقِعة كلّها في محافظة كردستان، قبلَ أن تتوسَّع مناطق التظاهرات لتشملَ أغلب المدن الإيرانيّة بما في ذلك العاصِمة طهران.
ما خلفية هذه الاحتجاجات؟

اعتقلت شرطة الأخلاق الإيرانيّة في الرابع عشر من سبتمبر الشابّة مهسا أميني (22 عامًا) وذلك بسببِ عدم ارتدائها للحجاب على «الطريقة الإسلاميّة الصحيحة» حسب زعم الشرطة، فارقت مسها الحياة بعد يومينِ من الاعتقال وذلك بعدما تعرَّضت لموت دماغي ناجمٍ عن إصابات في الجمجمة تعرَّضت لها خلالَ اعتقالها بحسبِ مصادر محليّة.

سُرعانَ ما انتشرت قصّة أميني وصارت قضيّة رأي عام، فبدأت احتجاجاتٌ كبيرةٌ في أجزاء مختلفة من إيران في يوم جنازتها، واعلنت عددٌ من الأحزاب الكردستانية الإيرانية ونشطاء مدنيون وسياسيون إضرابًا عامًا يوم الإثنين الموافق للتاسع عشر من سبتمبر احتجاجًا على ما حصلَ لمسها وللقمعِ الذي طال التظاهرات في مناطق مختلفة من المحافظة.

موقف السلطات الايرانية وقمعها الاحتجاجات:

اتخذت السلطات الايرانية مواقف عنيفة،وشهدت ايران واحدة من المصادمات الأكثر دموية منذ عام 1979... وحذر قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، المتظاهرين من أن يوم السبت(29 اكتوبر)سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، في إشارة إلى احتمال تكثيف قوات الأمن للإجراءات الصارمة في مواجهة الاضطرابات التي تجتاح البلاد.

وقال سلامي، في أحد التعليقات الأشد لهجة من بدء الأزمة:«لا تخرجوا إلى الشوارع...فاليوم هو آخر أيام الشغب».وأضاف: «هذه الخطة الشريرة، هي خطة مدبرة في البيت الأبيض والنظام الصهيوني».وقال: «لا تبيعوا شرفكم لأميركا، ولا تصفعوا قوات الأمن التي تدافع عنكم،على وجهها».

تتهم طهران دولاً مثل إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عن موجة الاحتجاجات في إيران. ولم يتم نشر «الحرس الثوري» منذ بدء الاحتجاجات، وهو قوة مميزة لها باع طويل في قمع المعارضة في البلاد، وتقدم تقاريرها مباشرة للمرشد الإيراني علي خامنئي. كما اتهم كلٌّ من وزارة المخابرات، وذراع المخابرات في الحرس الثوري، "أجهزة مخابرات أميركية وبريطانية وإسرائيلية بتدبير الاضطرابات لزعزعة استقرار إيران".

تحدي التحذيرات:

الإيرانيون تحدوا مثل هذه التحذيرات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي لعبت فيها النساء دوراً بارزاً، ووردت المزيد من الأنباء عن إراقة دماء مجدداً يوم السبت الماضي، إذ قالت منظمة «هه نغاو» المعنية بحقوق الإنسان، إن قوات الأمن أطلقت النار على طالبات مدرسة للفتيات في مدينة سقز. وفي منشور آخر ذكرت المنظمة أن قوات الأمن فتحت النار على طلاب جامعة العلوم الطبية في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان الإيراني.

وقالت منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجاً قتلوا، واعتُقل الآلاف في أنحاء إيران خلال الاحتجاجات التي تحولت إلى ثورة شعبية شارك فيها إيرانيون غاضبون من جميع طبقات المجتمع. وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، محتجين يهتفون بموت خامنئي وقوات «الباسيج» التي لعبت دوراً كبيراً في قمع المحتجين.

وستسلط الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، الضوء في الأمم المتحدة على الاحتجاجات في إيران، وستبحث عن سبل لدعم تحقيقات مستقلة وذات مصداقية بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.

خلاصة الخلاصة:

التظاهرات التي اندلعت في ايران وقبلها في العراق ثم في لبنان هي تعبير عن حالة احتقان سياسي واجتماعي وطائفي ومعيشي وصل ذروته وحافة الهاوية.لكن التوقيت وخاصة بالنسبة للاحتجاجات في ايران يشير أيضا إلى توظيفها في الصراع الدائر في المنطقة وهي بتعبير بسيط رسالة مفادها "الي بيته من زجاج مافيش داعي يرمي بيت جيرانه بالحجارة".

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.

الدراسات والتحليل

الأربعاء 13 نوفمبر 2024 14:13:01
السبت 9 نوفمبر 2024 17:49:08