معين عبد الملك وأبو همام

قبل الخوض في ما اود التعرض له اشير إلى إنني لست ضد الإحالة إلى القضاء لأي شخص يرتكب جريمة او يشتبه في ارتكابه لجريمة جنائية او وطنية او أخلاقية من اي نوع كان.

لكن علي ان اشير إلى أن قرار معين عبد الملك بإحالة القائد المقاوم عبد الناصر بن بعوة (المعروف بأبي همام) إلى القضاء لم يكن على خلفية جريمة جنائية أو مدنية أو أخلاقية، فهو لم ينهب ارضية احد ولا سطا على منزل او حانوت او مال أحد، ولا اعتدى على أي ملكية شخصية او مال عام، ولم يستثمر موقعة للعبث بالودائع المقدمة من الدول الشقيقة ولم يوظف اولاده ومقربية وصهوره في السلك الدبلوماسي او المدني كما لم يسجل في جيشه عشرات آلاف الاسماء الوهمية ويستحوذ على مخصصات اصحاب هذه الأسماء، بل إن إجراء معين جاء على خلفية موقف ابي همام من الفساد والفاسدين، وعلى رأس هذا فساد وزير التعليم والتربية، وما خفي كان اعظم.

لا ادري اين كان معين عبد الملك حينما كان ابو همام يقود المقاتلين، من رفاقه رجال المقاومة الجنوبية في جبهات عدن المتعددة حتى أخراج الجماعة الحوثية من عدن وبقية محافظات الجنوب، وكاد ان يفقد إحدى رجليه، وخطفه الحوثيون أسيرا جريحاً لم يطلق سراحه إلا مقابل عشرات من الأسرى الحوثيين.

وهاهي سخريات القدر تعيدنا إلى هذه المهزلة،

فالذي كان هاربا يبحث عن ملجأ يخفي فيه رأسه، يعود إلى الارض التي حررها ابو همام ورفاقه حاكما على ابي همام ورفاقه ثم ينصب نفسه آمرا على هؤلاء الابطال ليحيلهم إلى القضاء بدلا من مقاضات المجرمين والفاسدين.

إلم اقل لكم أن الحاكم عندما يكون من دولة شقيقة لا ننتظر منه إلا الويلات والشرور.

ليت معين عبد الملك كلف نفسه قليلا وسأل عن هوية أبي همام ومن هو وما ادواره.
أو ليته كلف سكرتيره ليستدعي ابا همام ويستمع منه درسا في البطولة والاستبسال.

لكن معين عبد الملك كان بحاجة إلى فقاعة دخانية لتغطية الفضائح التي يعملها هو ووزراؤه وموظفوه وإلهاء الناس بمطاردة وملاحقة الشرفاء.

كان الناس ينتظرون من معين عبد الملك ان يحيل وزير التعليم إلى القضاء، لكنه اختار الطريق الخطأ ليكشف عن انحيازه إلى معسكر الفساد والفاسدين وموقفه العدائي للشرفاء وأعداء الفساد وكأنه يريد أن يقول: نحن بالمرصاد لكل شريف يحاول ان يكشف فسادي وفساد وزرائي او يمنعنا من مواصلة فسادنا.
يا لسخرية القدر.