تحليل: المفاوضات السعودية الايرانية .. الفرص والتحديات
في 5 ديسمبر 2022م قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إنّ طهران تُرحّب بالمفاوضات مع السعودية بشأن إعادة العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أنّ "الأرضية ممهدة لتحسين العلاقات مع الرياض".
كما رحّب كنعاني بأيّ وساطة لاستئناف المفاوضات بين إيران والسعودية.
هذا يعني أن إيران تفضل أو تشترط التركيز أولا على إعادة العلاقات بين البلدين, وليس التركيز على قضايا الخلاف والصراع الرئيسية والجوهرية في كل من اليمن ولبنان والبحرين على وجه الخصوص, وكذلك في العراق وسورية.
كانت السعودية قد قطعت علاقاتها مع إيران في يناير من العام 2016، بعدما تعرض محتجون لسفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، على خلفية إعدام الرياض رجل الدين السعودي المعارض نمر باقر النمر.
وكانت إنقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1943 بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين، وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون بسبب الأعمال التخريبية التي قام بها الحجاج الإيرانيون من قطع للطريق واشعال النيران بالمركبات والممتلكات العامة وقتل رجال شرطة سعوديين.
إيران والسعودية أجرتا 5 جولات من الحوار في بغداد، بدءاً من العام 2021م، والتي كانت آخرها في شهر أبريل الماضي، بحضور مسؤولين في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ورئاسة الاستخبارات السعودية.
جلسات الحوار بين السعودية وإيران بدأت بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين، إذ زار الكاظمي الرياض وطهران في يونيو من العام 2020، ضمن جهود لتسهيل الحوار، حيث شدد على أهمية "استقرار المنطقة".
وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قال في تصريحات سابقة لقناة "العربية" خلال الشهر الجاري ديسبمر، بشأن الحوار مع إيران إن "الحوار لم يصل لنتائج ملموسة بعد وننظر في جولة محادثات سادسة".
تحديات وفرص الجولة السادسة:
يعتبر الملف اليمني الأكثر تعقيدا والعامل الأساس وراء إطالة أمد المفاوضات الأمنية بين إيران والسعودية على مدى أكثر من 16 شهرا تمكن خلالها الجانبان من تجاوز العديد من الخلافات المحتدمة.
كما أن وقف إطلاق النار بين السعودية والحوثيين أسهم إلى حد بعيد في تذليل العقبات وحل القضايا الشائكة بين إيران والسعودية.
تعتقد ايران أن نجاح الجولة السادسة من المفاوضات يتطلب إنهاء الهجمات الإعلامية وإعادة فتح السفارات، تمهيدا للتعاون البَناء لحل الأزمات الإقليمية.
رؤوى إقليمية ودولية:
المنطقة مقبلة على متغيرات سياسية وأن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن جاءت في هذا السياق.
الرئيس بايدن لم يحصل على كل ما أراده في قمة جدة لا سيما ما يتعلق بضمان أمن اسرائيل, بل أن قادة الدول العربية لا سيما الخليجية أعربت عن رغبتها بخفض التوتر في المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية؛ ما يعني أن هناك توجها لموازنة العلاقات بين إيران وتل أبيب لدى الدول المطبعة مع اسرائيل.
رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الإمارات وإيران من شأنه أن يحد من نفوذ اسرائيل في المنطقة ويعزز مكانة طهران بين جيرانها العرب، وأما موسكو فترى مصلحة في التقارب الإيراني العربي لأنها ترغب بإبعاد الولايات المتحدة عن المنطقة.
التقارب السعودي الإيراني سيكون محل ترحيب أميركي كذلك، حيث أن واشنطن ترى في التقارب بين طهران والرياض فرصة لإنهاء الأزمة اليمنية، كما أن موسكو سبق وطرحت مبادرة لإنهاء الخلاف بين إيران والسعودية.