تحليل: هل بات التحالف جاهزا لإنهاء الصراع؟
تجدد الحديث مرة أخرى عن كيفية إنهاء الحرب المستمرة في "اليمن" منذ ثماني سنوات، والتقدم الذي أحرزته المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثي في هذا الشأن.
الحديث جاء هذه المرة على لسان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الذي قال "إنه يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن".وأضاف بن فرحان، خلال حديثه بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، "أن الصراع المستمر منذ ثمانية أعوام لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية وأن هذا يجب أن يكون محور التركيز".
ومضى الوزير السعودي قائلا "إن المطلوب الآن هو إيجاد طريقة لإعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار"، لكنه أشار إلى "أن إمكانية حدوث ذلك أمر غير واضح الآن، وأن هناك عقبات كبيرة في الطريق".
وفي نفس الجلسة، قال هانس جروندبرج، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، "إن انعدام الثقة لا يزال قائما وإن إنهاء الحرب في اليمن ليس أمرا سهلا".
وشدد جروندبرج، الذي يضغط من أجل هدنة موسعة، "على الحاجة إلى نهج شامل وكامل من أجل الوصول إلى حل سياسي مستدام".
وأضاف "لكن تم اتخاذ خطوات جادة في الآونة الأخيرة وهذا شيء نحتاج جميعا للبناء عليه".
واستأنفت السعودية والحوثيون في العام الماضي المحادثات المباشرة التي سهلتها سلطنة عمان في أعقاب الهدنة الأولية.
وتحاور الرياض الجماعة، التي تمسك بزمام السلطة فعليا في شمال اليمن وتسيطر على مساحات شاسعة من الحدود مع السعودية.
ويُنظرالبعض إلى الصراع على نطاق واسع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران... لكن هذه النظرة تحاول أن تحجب جوهر الصراع الرئيسي وساحة الحرب الرئيسية منذ حرب 1994م ألا وهي الجنوب , حيث تعتبر حروب 2015م و2019م استمرارا لاصرار مراكز النفوذ في صنعاء على احتلال الجنوب تحت يافطة "الدفاع عن الوحدة".
تصريحات الوزير السعودي تزامنت مع غياب سعودي وكويتي، عن قمة أبوظبي التي ضمت قادة دول التعاون الخليجي ومصر والأردن.
بعض التقارير أشارت إلى "أن غياب السعودية قد يكون مرجعه أن المفاوضات التي تقودها الرياض بشأن اليمن قد أحرزت تقدما، في وقت لا يزال التباين السعودي الإماراتي في هذا الصدد مستمرا".
ويتركز التباين حاليا بين الجانبين، وفقا لمراقبين، بشأن ضم أو عدم ضم مستقبل الجنوب لبنود المفاوضات الحالية بشأن اليمن.
كانت الإمارات قد سحبت غالبية قواتها المنتشرة في اليمن في يوليو عام 2019 وأرجعت ذلك إلى أسباب "إستراتيجية وتكتيكية".
وبغض النظر عن هذه التقارير, حدد الجنوبيون هدفهم بوضوح وهو رفض أي شكل من أشكال فرض الوحدة اليمنية بالقوة وأن الهدف الاستراتيجي للجنوب هو استعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن...مقدرين في نفس الوقت دعم التحالف العربي واستعدادهم أيضا لدعم عمليات التحالف لتحرير الشمال من الحوثيين وتحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي.
العميد الركن/ ثابت حسين صالح
*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.