تحليل : الاشتراطات الحوثية لتجديد الهدنة الأممية
باديء ذي بدء لا بد من التأكيد على أن الهدن السابقة في حرب اليمن سواء كانت تلك التي ارتبطت باتفاق ستوكهولم 2017م أو الهدن الأخيرة التي تزامنت مع انعقاد مشاورات الرياض مارس أبريل 2022م...كانت هدن شكلية وإسمية، ولم يلتزم بها الحوثيون أو ينفذون بنودها...بل أخذوا منها ما هو في صالحهم.
آخر الهدن التي انتهت زمنيا قبل أشهر من الآن...دخل التفاوض حول تمديدها مرحلة مكوكية طويلة ومملة، وترافقت مع مفاوضات جانبية ثنائية متعددة الأطراف...كان المغيب فيها الأطراف الفاعلة على الأرض التي دعمت الشرعية والتحالف منذ بداية الحرب عام 2015م.
ظهر زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي مؤخرا وبمناسبه مقتل شقيقه الأكبر حسين بدر الدين الحوثي وبعد زيارة المبعوث الاممي إلى صنعاء ، ظهر ليهدد ويتوعد بلغة تقضي على كل آمال السلام أو حتى تجديد الهدنة...بل ويرفع من اشتراطات جماعته لأي تجديد مفترض لهذه الهدنة.
وفي الوقت الذي اثنى فيه زعيم الحوثيين على ما أسماها "جهود سلطنة عمان" التي وصفها بانها تتعامل معهم انطلاقا من مبدأ "حسن الجوار "... أكد الحوثي أن الحرب مستمرة.
وهو صادق في ذلك من أن حرب الحوثيين لم تتوقف قط وخاصة ضد الجنوب.
لكن ما لا يمكن تصديقه أن تكون سلطنة عمان وسيطا نزيها ومحايدا....إذا أن السلطنة كانت وما زالت داعمة للحوثيين بكل الوسائل والمواقف انطلاقا من تحالفها الاستراتيجي الارتباطي بايران ورفضها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن".
عبد الملك الحوثي لم يخف بل تفاخر باستهداف قواته بهجمات إرهابية المنشآت النفطية الجنوبية في كل من شبوة وحضرموت...مدعيا انه بذلك "يوقف نهب ثروات اليمن"، وبشكل وقح وسافر يتشرط أن تدفع مرتبات موظفي المناطق التي يسيطر عليها وميليشياته من ثروات الجنوب.
ليس هذا فحسب، بل ومن أهم الشروط التي يضعها الحوثيون لموافقتهم على تمديد الهدنة "انسحاب التحالف العربي من كل اليمن وفتح المطارات والموانيء التي يسيطر عليها دون أي رقابة من قبل التحالف".
والهدف من هذا الشرق هو ضمان تدفق الأسلحة والمساعدات الخبراء من إيران وحزب الإصلاح للحوثيين بسلاسة و(عيني عينك).
خلاصة الخلاصة:
خطاب الحوثي الأخير ينسف كل الجهود الاقليمية والدولية ويقضي على كل الآمال والفرص تجديد الهدنة والشروع في إنهاء الحرب والدخول في مفاوضات الحل السياسي النهائي الشامل والعادل...بل ويمثل هذا الخطاب توجيها صريحا لأنصاره باستمرار الهجمات والاعتداءات على الأراضي المحررة (الجنوب اساسا )ويزيد من تفاقم الوضع الانساني المتدهور أصلا سواء كان في النواحي المعيشية أو الخدمية أو الأمنية.
الهدف الاهم للحوثيين هو شرعنة انقلابهم ونيل الاعتراف الرسمي بسلطتهم على اليمن الشمالي وغض الطرف عن مطامعهم في الجنوب كامتدادا لمطامع نظام ٧/٧ والنظام الجمهوري والإمامي البائد .