تحليل : شروط وعوامل نجاح الحوار الوطني الجنوبي
الحوار بالحجة المقنعة والمنطقية، وبالتي هي أحسن، أفضل وأصعب وأعقد من الحوار بالرصاص أو المهاترات والمناكفات.
الأول يقتضي وجود محاورين أكفاء يجيدون مهارات وتقنيات وأدوات التفاوض وهي متعددة وكثيرة ومنظومة متكاملة.
من خلال متابعاتي وحضوري شخصيا لعدد من جلسات الحوار الوطني الجنوبي سواء كان في الخارج أو الداخل كنت على يقين تام أن فريق الحوار مؤهلون لهذه المهمة العظيمة ويعملون بجد وإخلاص للوصول بهذا الحوار إلى إنجاز أهدافه وغايته.
بل أن مجرد جلسات الحوار التي عقدت بمشاركة ممثلي المكونات الجنوبية الفاعلة وشخصيات مستقلة...قد تركت أثرا طيبا في نفوس المتحاورين....
قديما قيل في الامثلة أن "الناس وحوش حتى يتعارفوا".
ومن باب الإنصاف أن فريق الحوار الداخلي برئاسة الدكتور والشخصية القديرة والمخضرمة صالح محسن الحاج...وفريق الحوار الخارجي برئاسة المناضل الجنوبي الصلب والمخلص أحمد عمر بن فريد...قد شكل عامل النجاح الأول.
اما العامل الثاني فيعود إلى ما ابدته ووفرته قيادة الانتقالي وعلى راسها الرئيس عيدروس الزبيدي من مناخ ملائم وتذليل لكل الصعوبات والمعوقات.
العامل الثالث في نجاح الحوار يعود إلى المكونات الجنوبية التي شاركت بالحوار بنوايا صادقة وعلى أساس القواسم المشتركة مع الانتقالي وفي مقدمتها حق شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة...وهذا ما مكن المتحاورين من تغليب المصلحة العليا للوطن والشعب على عداها من مصالح فئوية أو شخصية.
العامل الرابع في تقديري يمكن أن نعتبره عاملا خارجيا تمثل في إدراك الجميع لخطورة وحساسية هذه المرحلة المفصلية،حيث ينسق ويتكتل خصوم استعادة دولة الجنوب لإطالة أمد الأزمة والحرب والعودة بقضية الجنوب الى مربع الصفر .
العامل الخامس والأخير وهي الآخر خارجي ومتصل بأجواء المصالحات وتصفير المشكلات التي تعمل عليها قوى إقليمية ودولية وخاصة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط للتفرغ للبناء وتنفيذ المشاريع العملاقة اقتصاديا وتكنولوجيا والتي تتطلب بيئة آمنة ومناخا مناسبا من الأمن والإستقرار والبنى التحتية والحكم الرشيد ، والتغيرات الهائلة الذي يشهدها العالم وظهور تحالفات وتكتلات وتطورات لعالم متعدد الأقطاب ...الأمر الذي يستلزم من الجنوبيين استلهام العبر والدروس وقراءه المشهد السياسي والعسكري بعمق وخوض غمار النضال الدبلوماسي والسياسي والإعلامي لصالح الانتصار لقضية الجنوب باستعادة دولته المستقلة.