تحليل: الحوار الوطني الجنوبي حدث بارز وتحول نوعي ونصر جنوبي
الحوار الوطني الجنوبي"، حدث استثنائي وتحول نوعي في مسيرة نضال شعب الجنوب نحو استعادة دولته، سعى المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل حثيث لانعقاده عبر سلسلة لقاءات ومشاورات جمعته بمختلف أطياف ومكونات المجتمع الجنوبي السياسية والاجتماعية والعسكرية والثقافية.
في 27 أغسطس 2022، أصدر اللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قراراً بشأن تشكيل فريقي الحوار الوطني الجنوبي في الداخل برئاسة د. صالح محسن الحاج، والخارج برئاسة أحمد عمر بن فريد، ويكلّف الفريقان بإجراء مشاورات وحوارات مع النخب والشخصيات والمكونات الجنوبية في الداخل والخارج.
صادف انعقاد هذا الحدث، الذكرى السادسة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات المكون الأبرز على الساحة الجنوبية ويحظى بقاعدة شعبية عريضة وقوة عسكرية ضاربة ومشارك فاعل في مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة... وصاحب الجهد السياسي والدبلوماسي والإعلامي الجنوبي الأكبر والأكثر تأثيرا اقليميا ودوليا.
هيأ المجلس الانتقالي الجنوبي بجميع هيئاته ومكوناته وباشراف ومتابعة حثيثة من جانب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، هيأ ووفر كل أسباب وظروف وعوامل نجاح هذا اللقاء التاريخي الهام...وذلل الصعوبات والعقبات التي كانت تعترض طريق انعقاده، وتعامل المجلس بمرونة كاملة وصدر رحب وبروح المسؤولية العالية مع كل الملاحظات والاقتراحات والانتقادات والتبريرات.
وبحسب متابعاتي أن الحوار الوطني الجنوبي قد أخذ مداه كاملا وأفسح المجال واسعا مع كافة القوى السياسية الجنوبية...وبالتالي فإن اللقاء التشاوري ينبغي أن يتوج مسيرة طويلة من الجهود الجنوبية للوصول إلى رؤية مشتركة محددة المعالم والأدوات والآليات.
واعتقد أن لجنة الحوار الجنوبي سواء كان في الداخل أو في الخارج قد بذلت جهودا كبيرة للتواصل والحوار مع كل القوى الجنوبية الفاعلة والاكثر حضورا سياسيا وشعبيا...ولم يبق خارج هذا الحوار سوى بضعة شخصيات لم تقدم مشاريع واضحة أو حجج منطقية مفهومة لأسباب عزوفها عن المشاركة في هذا الحوار...
ومع ذلك فأستطيع التأكيد كمتابع ومراقب أن القوى الفاعلة هي حاضرة ومتفقة على الخطوط العريضة لمشروع استعادة دولة الجنوب.
ينتظر الجنوبيون بفارغ الصبر ويحذوهم الأمل الكبير والثقة المتعاظمة بنجاح هذا اللقاء وخروجه بنتائج تجعل الجنوب أكثر توحدا وقوة لمواجهة التحديات والاستحقاقات القادمة.