عدن مول وجدوى الافتتاح مجدداً

قبل أكثر من عشرة أعوام وبعد وقت قصير جدا على افتتاح مجموعة هائل سعيد أنعم لمجمع(عدن مول) ذهبت الى السوق في أول مهمة صحفية تخص ذلك المجمع التجاري الأكبر في عدن وذلك بهدف الاطلاع على السوق ومميزاته وتنوعه التجاري والماركات التي يتعامل معها ودخله ونفقاته وعدد عامليه وغيرها من التفاصيل المتعلقة بافتتاح المجمع   الذي كنت أول من كتب تقريراً صحفيا عنه حينما كنت يومها لا ازال متخرجا حديثا من دراسة الصحافة والإعلام بجامعة عدن ومراسلا لموقع نيوزيمن بعدن.

وبالفعل تمكنت يومها والحمد لله من الوصول إلى مدير المجمع وإجراء اول مقابلة صحفية معه وليته لم يفعل،فقد دفع ثمنا باهظا ضريبة صدقه وصراحته وذلك حينما صدمني بقوله إن دخل المجمع الشهري الضخم لايغطي يومها حتى قيمة نفقات وفاتورة الكهرباء،لأجعل من حديثه هذا عنواناً لتقريري الصحفي للموقع الذي كان يحتفظ بعلاقة مع المجموعة التجارية ويحضى بإعلانات منها باعتباره أحد أوائل المواقع الإخبارية الإلكترونية المستقلة يومها باليمن.

ولم يمر سوى ساعات أو دقائق قليلة على نشره من قبل المعلم الصحفي والملهم الغالي رشاد الشرعبي إلا والمجموعة تصرخ من تعز وتؤكد تلقيها اتصالات وضغوط رئاسية تتعلق بالتقرير باعتباره مدمر  للجدوى الاستثمارية وطارد للمستثمرين التجاريين.

ولأن الصديق العزيز المسؤول على المهام التحريرية بالموقع يومها وابن الحالمة رشاد الشرعبي يحترم أخلاق وشرف المهنة الصحفية فقد سارع للتواصل معي للعودة إلى مدير المجمع والتوافق معه على التعديلات المطلوبة بالتقرير وكان ذلك ماحصل.

ما أود قوله هنا أن المجمع التجاري  الأكبر بعدن لم يكن ليحقق أرباحا بداية افتتاحه حسب تاكيد مديره ورغم عقلانية الواقع التجاري وتوفر البيئة العملية المناسبة والتسهيلات الاستثمارية الحكومية الكبيرة التي منحت له يومها ودفعت بالرئاسة للاحتجاج والمن على ملاكه لمجرد تصريح قد يؤثر سلباً على البيئة الإستثمارية،وعليه فلكم أن تتخيلوا فارق الجدوى الإستثمارية والتجارية  اليوم من اعادة تشغيل المجمع في ظل الواقع التجاري القائم اليوم والاضعاف المضاعفة لأسعار إيجارات المحال التجارية بداخل المجمع مقارنة بالأمس ومايمكن لذلك أن ينعكس على أسعار المواد والخدمات المقدمة لزبائن المجمع حتى يمكن للسوق أن يضمن وجود أدنى جدوى اقتصادية من إعادة تشغيله بعد إغلاقه طوال أكثر من عامين على حرب الاجتياح العدوانية الثانية للمليشيات الحوثوعفاشية لعدن والجنوب.

وعلى العموم يبقى عدن مول واجهة جميلة ومعلما تجاريا جميلا يزين مدينة عدن ويطفي عليها نوعا من الزهو المجتمعي وملتقى يجمع الكثير من الأصدقاء والأحبة والأسر  تحت سقف واحد وفي جو يفتقر إليه الجميع في مدينة حارة مناخيا كعدن ونتمنى أن لاتضيف أسعار المواد بالسوق حرارة معيشية أخرى إلى جانب حرارة الواقع ومآسيه القائمة اليوم بعدن وماحولها.