تحليل: المخفي عن حرب اليمن في الاعلام الرسمي

السبت 10 يونيو 2023 22:47:00
تحليل: المخفي عن حرب اليمن في الاعلام الرسمي

في ردي على سؤال لقناة العربية الحدث عن حقيقة "المواجهات التي تخوضها وحدات الجيش والمقاومة مع الحوثيين" قلت أن الإعلام في واد والواقع في واد آخر .

فمنذ بداية الحرب ظل هذا الإعلام يعتبر طرفي الحرب "الشرعية والانقلابيين الحوثيين"... وهذا الإدعاء كان يتناقض تماما مع ما يحدث على الارض لأن من واجه الحوثيين ولقنهم دروسا قاسية وكبدهم خسائر فادحة بشريا وماديا هو الجنوب ممثلا بمقاومته، ثم قواته التي يقودها منذ ٤ مايو ٢٠١٧م المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى رأسه اللواء عيدروس الزبيدي.

الجنوب هو الذي تحرر بأيدي أبنائه وبدعم من قوات التحالف ولا علاقة لقوات الشرعية التي سميت بالجيش الوطني لا من قريب ولا من بعيد بتحرير الجنوب أو الدفاع عنه لاحقا من هجمات واعتداءات الحوثيين التي لم تتوقف حتى في أيام الهدن المزعومة.

القوات الموالية للشرعية ظلت متمركزه في الشمال وبدرجة رئيسية في مارب وتعز وحجة وفي الجنوب في وادي حضرموت والمهرة وفي شبوة ...لكن هذه القوات لم تقاتل الحوثيين باستثناء مقاومة في مأرب لعب فيها القبائل الدور المحوري والرئيسي.

ولم تتصدى قوات الشرعية الضخمة المتمركزة في شبوة ووادي حضرموت لهجوم الحوثيين على مديريات بيحان واحتلالها فعلا في أواخر عام ٢٠٢١م حتى تحريرها وتحرير مديرية حريب ايضا على أيدي قوات العمالقة الجنوبية والنخبة الشبوانية (قوات دفاع شبوة) في أوائل عام ٢٠٢٢م وفي خلال مدة وجيزة لم تتجاوز العشرة ايام.

يتحدث الإعلام الرسمي سواء كان اليمني او الخارجي عن الهدن المتتالية...وفي حقيقة الأمر لم يحدث شيئا سوى وقف ضربات طيران التحالف على الحوثيين، هذا الطيران هو الذي فعلا كان يخوض المعارك في الشمال نيابة عن جيش الشرعية...مقابل التزام الحوثيين بعدم مهاجمة أراضي دولة التحالف العربي بالصواريخ الباليستسة والطيران المسير وهو الذي ضمنته أيضا اتفاقية عودة العلاقات والسلام بين السعودية وإيران الموقعة برعاية بكين في ١٠ مارس ٢٠٢٣م.
الحوثيون اخذوا من الهدن ماهو لصالحهم ورفضوا تنفيذ ماهو عليهم...بل وطالبوا لانفسهم بالمزيد وعلى حساب الجنوب.

وبشكل عام الحرب أو المواجهات في الشمال كانت متوقفة تقريبا منذ عام ٢٠١٧ باستثناء مأرب.

أما على الحدود بين الجنوب والشمال وتحديدا في جبهات بيحان شبوة ومكيراس ابين والضالع وكرش وكل حدود لحج مع تعز لم تتوقف ولم تعرف القوات المدافعة ولم تسمع عن الهدن إلا في وسائل الإعلام الرسمي.

خلاصة الخلاصة لم يلتزم الحوثيون بأي هدنة وخاصة في حربهم ضد الجنوب وهاهم يتحفزون للاستيلاء على مأرب أو على الأقل حصارها ومن ثم التوجه نحو الهدف والحلم (احتلال الجنوب مرة ثانية وعاشرة) واطماعهم تتجه نحو ثروات الجنوب وموقعها الاستراتيجي ولن تواجههم وتصدهم غير القوات الجنوبية الجاهزة دوما رغم حروب الخدمات والمرتبات والإرهاب.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.