تحليل : مأساة وطن

الثلاثاء 20 يونيو 2023 22:43:00
تحليل : مأساة وطن

مأساة "اليمن" الدولة التي اتخذ منها الإمام يحيى حميد الدين اسما لدولته في عشرينات القرن الماضي، لتصبح "المملكة المتوكلية اليمنية: بدلا من :المملكة المتوكلية الهاشمية"...دخلت هذه الدولة حقبة طويلة من الزمن ما زالت مستمرة حتى الآن.
حقبة حافلة بالحروب والجهل والخرافات والتخلف والظلم في الداخل، والسخريه والازدراء والشفقة في الخارج.

ومنذ ٢٢ مايو ١٩٩٠م المشؤوم وبشكل أكبر حدة منذ ٧ يوليو ١٩٩٤م، شملت هذه الحقبة الجنوب أرضا وإنسانا...ولذلك أطلق الجنوبيون على ذلك الحدث "الوحدة الغير مباركة".

فالأرض الجنوبية من باب المندب إلى حوف إلى سقطرة... تم استباحتها واستيطانها ونهب ثرواتها والقضاء على مقدراتها وتلطيخ ترابها...
أما الانسان الجنوبي فقد تعرض لعمليات قتل وتعذيب وإقصاء وتهميش وتجهيل وتهجير...ليجد نفسه إما غريبا على أرضه بلا هوية يفتخر بها وبلا دولة تحميه وإما مشردا في ارض الشتات.

على أن شعب الجنوب صاحب التاريخ الكفاحي المجيد لم يستكين أو يستسلم لهكذا وضع...فقاوم بكل الطرق والوسائل المتاحة حتى وصل إلى تحديد الهدف الاستراتيجي وهو استعادة دولة الجنوب ارضا وسيادة...وحقق خطوات متقدمة وملموسة على هذا الطريق والشاق والمعقد.

وعلى الرغم مما عاناه هذا الشعب العظيم خلال سنوات الحرب الأخيرة... ألا أنه استثمر فرصة التدخل العربي ليس فقط للتحرر من الاحتلال اليمني بشقيه العفاشي الاخونجي والحوثي الإخونجي، فحسب،بل لبناء قوات أمنية وعسكرية مدربة استطاعت أحداث توازن قوي مع همجيه مراكز صنعاء العسكرية والقبلية والدينية.

يتحمل اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي مسؤولية تاريخية واخلاقية في وضع حد جذري ونهائي لمأساة شعب الجنوب ولطمع وعجرفة قوى النفوذ والنهب في الشمال التي يعتبر اليوم الحوثي عبدالملك مرجعيتها السياسية والدينية.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.