تحليل: ما المنتظر من عودة الرئاسة والحكومة؟

الأربعاء 9 أغسطس 2023 19:47:00
تحليل: ما المنتظر من عودة الرئاسة والحكومة؟

مضت أشهر على الغياب الأخير -وقد لا يكون الأخير- للرئاسة ونقصد رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومكتبه ورئيس الحكومة، عن عدن التي قيل أنها العاصمة المؤقتة "الشرعية" لليمن منذ هروب الرئيس السابق هادي إلى عدن يوم 21 فبراير 2015م.
بجردة حساب للاسابيع وربما الأيام التي قضتها هذه السلطة في عدن سنجدها بعدد أصابع اليد مقارنة مع سنوات عديدة منذ تشكيل الحكومة، وأكثر من سنة منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في 7 أبريل 2022م.

باستثناء وجود وزراء الانتقالي الأربعة بشكل دائم، وكذلك وجود رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ عدن لفترات زمنية محدودة يتخللها استدعاء إلى الخارج ويعقبه غياب طويل نسبيا ، فإن غياب المسؤولين عن عدن هو القاعدة بينما حضورهم كان الاستثناء.

إلى درجة أن السفير الأمريكي في اليمن أثناء زيارته الأخيرة لم يجد من يستقبله من المسؤولين الحكوميين في عدن سوى مدير الأمن.

تلك كانت استهلالة كان لابد منها بعد الحديث مؤخرا عن عودة مرتقبة ومنتظرة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة إلى عدن.

هذا الحديث ترافق مع نشر اخبار عن توقيع وديعة سعودية جديدة وعودة محافظ البنك المركزي إلى عدن.

وبالمقابل ترافق هذا مع تعميم من مدير مكتب رئاسة الجمهورية يلزم جميع قيادات العليا بالدوام في عدن...وقيل أن هذا الأمر ووجه برفض جماعي أو مشروط بدفع رواتبهم لمدة 8 أشهر متأخرة.

والجدير بالذكر أن هذا الجيش الكبير من الموظفين التي لا تقل رواتب أحدهم عن ثلاثة الف دولار...معظمهم من قيادات حزب الإصلاح ونشطائه والمؤتمر وغيرها من احزاب اليمن.

لكن ما يهم الناس أن لا تكون هذه العودة مثل سابقاتها، بحيث كان يتم التهرب من معالجة المشكلات الرئيسية ودفع الاستحقاقات الضرورية لعدن خاصة وللجنوب عامة ولبقية المناطق المحررة في الشمال -إن وجدت-.

باختصار شديد ان أراد رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة ان تكون عودتهما مختلفة هذه المرة، فأنهما يعلمان علم يقين أن عدن هي التي تنتظر عودتهما وليس صنعاء أو تعز...وبالتالي فإن جهودهما ينبغي أن تتركز وتنصب باتجاه معالجة المشكلات المتفاقمة في تردي الخدمات والارتفاع الصاروخي الجنوني للاسعار وتأخر أو عدم صرف المرتبات -على حقارتها- ووقف الحرب على الرأسمال الجنوبي.

فباعتقادي ان هذا هو التحدي الرئيسي الذي سيضع مجلس القيادة والحكومة على المحك...وبامكانهما فعل شي إيجابي إذا ارادا ، واذا ابتعدا عن المعارك الجانبية والتصرفات والتصريحات الاستفزازية مع الجنوبيين، علما ان الانتقالي كان وما زال على استعداد لدعم جهودهما ، بل أن التخفيف من وطأة معاناة أبناء عدن هي مطلب مستمر للانتقالي الذي بات بين مطرقة الضغط الشعبي وسندان ضغط التحالف العربي لتقديم المزيد من التضحيات والتنازلات لصالح "شرعية" غائبة.

ومن المهم أيضا ان يتم التعامل بحذر وبقدر كبير من التبصر والحزم ازاء ماراثون ما تسمى بالمساعي الإقليمية والدولية وخاصة التي تأتي من مسقط ولا هم لها أو شاغل غير تلبية المطالب الحوثية المتتالية وعلى حساب مصالح الجنوبيين.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.