تحليل: موارد وثروات الجنوب حق سيادي لأبنائه

الاثنين 21 أغسطس 2023 18:26:00
تحليل: موارد وثروات الجنوب حق سيادي لأبنائه

أثار موقف هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الحازم في اجتماعها يوم أمس بالتأكيد على" أن موارد وثروات الجنوب هي حقٌ سيادي لأبنائه، وهم من يقررون مصير كل ما يرتبط بأرضهم، أو يمس حقوقهم ومصالحهم ويحدد مستقبلهم السياسي".

أثار هذا التأكيد ارتياحا شعبيا جنوبيا واسع النطاق، بما في ذلك في أوساط معارضي المجلس من المكونات والشخصيات الجنوبية الذين كانوا يشيعون أن الانتقالي لا يملك قراره، وأنه يمكن أن يفرط بالسيادة الجنوبية.

هذا التأييد الجنوبي لموقف الانتقالي يعبر عن اتفاق جنوبي قاطع ونهائي على حق الجنوب في السيادة على أرضه وثرواته واستعادة دولته.

جاء موقف الانتقالي كرسالة قوية وواضحة للداخل والخارج، وتأتي هذه الرسالة بعد تسريبات عديدة عن مشاورات في مسقط وغيرها من العواصم المقربة من الحوثيين، وتصريحات لمسؤولين كبار في سلطة "الشرعية" اليمنية عن قرب اتفاق المتشاورين على الشروط الحوثية بما فيها دفع رواتب الموظفين اليمنيين الشماليين عسكريين ومدنيين من موارد وثروات الجنوب (80% منها).

موقف الانتقالي كان متوقعا ومنطقيا وطبيعيا ولا بديل أو أقل من موقف كهذا...
إذ أن مطالب الحوثيين بأخذ أي نسبة كانت - ما بالك ب 80%- من موارد الجنوب إضافة إلى موارد الشمال كلها هي بجاحة وصلافة غير مسبوقة ،مرفوضة جنوبيا رفضا قاطعا.

وأما ما أشيع عن توافق المتشاورين في مسقط على حساب شعب الجنوب المغيب، فهو باطل وتصرف ينم عن انحياز تام ورضوخ كامل لبجاحة وعجرفة الحوثيين ومن معهم من قوى الشمال.

موقف الحوثيين من الجنوب هو استمرار لموقف نظام 7/7 الذي يريد الجنوب بأرضه وثرواته فقط، ويحول شعبه إلى مواطنين درجة ثانية أو ثالثة بعد تعز وتهامة.

لم يسارع نظام صنعاء ويسرع في الخطوات الوحدوية عامي 88 و89 فقط بناء على نصائح بوش وصدام ، بل بعد أن وصلته معلومات مؤكدة أن الثروات المعدنية الأغزر والأكثر هي في أراضي الجنوب.

قبل ذلك لم تكن الوحدة مع الجنوب "الشيوعي" في نظر حكام صنعاء واردة في أجندات هذا النظام أو غيره ممن سبقه، بل أن شيخ الرئيس الذي احتضن إخوان اليمن عارض وحدة 22 مايو 1990م ودستورها وعطل تنفيذ اتفاقها وكفر وقتل قيادات الجنوب واحدا تلو الآخر، وجيش القبائل والمجاهدين لغزوة 1994م، ثم استلم الحوثي هذه الراية منذ 2014م وبمباركة من الرئيس صالح وصمت وتخاذل بقية قوى اليمن الجمهوري الملكي.

المعذرة للقارئ لإن عدت به إلى الخلف...فعلى أساس المقدمات تأتي النتائج.
أمام الجنوبيين اليوم فرصة تاريخية للتوحد خلف الانتقالي للتمسك بكامل الحقوق التي تبدأ بالسيطرة على الأرض ومافي باطنها وتنتهي باعلان قيام دولة الجنوب العربية.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.