تحليل: حتى تصبح القوات الجنوبية جيشا نظاميا (2)

السبت 28 أكتوبر 2023 14:28:56
تحليل: حتى تصبح القوات الجنوبية جيشا نظاميا (2)

حتى تصبح القوات الجنوبية جيشا نظاميا (2)

العميد الركن ثابت حسين صالح*

في الحلقة الأولى من هذا المقال التحليلي تحدثنا عن المباديء العامة لبناء الجيوش الحديثة مع استعراض سريع لأهم التجارب الناجحة.

وفي هذه الحلقة نواصل مناقشة الجانب الاجرائي والتخطيطي والتنفيذي بما يؤدي إلى أن تصبح القوات الجنوبية التي تشكلت في معمعان المقاومة والدفاع، أن تصبح جيشا وطنيا نظاميا.

1- من الضروري جدا اعادة هيكلة القوات الجنوبية بمختلف مسمياتها وولائها في اطار جيش وطني جنوبي، ولائه للجنوب. هذه مهمة رئيسية للمجلس الانتقالي، بالاعتماد على الخبرات الجنوبية السابقة التي تولت بعد الاستقبال الأول دمج وحدات متعددة الولاءات في جيش وطني جنوبي واحد.

2- استكمال السيطرة على ارض الجنوب كاملة وهذا شرط اخر مهم للغاية...والاستناد في هذا إلى التأييد الشعبي لهذه الخطوة الضرورية.

3- السيطرة على الموارد وصرفيات الجيش من مرتبات وتسليح وتموين وغيره من الموارد الذاتية كشرط لاستقلالية ومرونة القرار الجنوبي ولو في حده الأدنى.
4- الاسراع في البدء بالخطوات الممكنة الان دون تاخير..

اعرف ان هناك ضغوطات قوية على قيادة الانتقالي من جهات خارجية متعددة لعدم الاقدام على خطوات كهذه...لكن لابد من استباق اي تطورات يمكن فرضها كأمر واقع.

ما يحدث الان في غزة

لابد من تقييمه بشكل اوسع حتى لا نقع في المحذور...أخذا بعين الاعتبارات دروس الحرب منذ ما يقارب من تسع سنوات أن الشرعية الشمالية ستسلم نفسها للحوثي عندما تجد نفسها على قارعة الطريق، او ان تغادر المشهد في المنافي التي تقيم فيها أصلا وعامة منذ بداية الحرب، ولا يهمها اي شيىء آخر.

نحن في الجنوب معنيون بمتابعة وتقييم النتائج الكارثية لما يحصل في الشرق الاوسط...وخاصة حرب غزة وفي سورية والعراق ولبنان وفي اليمن أولا.

ايران وكل أجنحتها وادواتها ابدت تخادما وتناغما منضبطا مع المواقف والسياسات التي انتهجتها امريكا وإسرائيل وهمهم تدمير بقية الدول العربية وفي المقدمة منها مصر والسعودية.

ما يجري في غزه خرج عن كل المقاييس العسكرية والحروب...هناك تدمير شامل لغزة لارغام الفلسطينيين بالنزوح الى سيناء المصرية.

ايران ستكون هي الرابح الأكبر التي ستستلم الجائزة الأمريكية الاسرائيلية جاهزة، نظير مواقفها التناغمة والتي صبت لصالح تنفيذ المخطط له امريكيا وإسرائيليا.

كل هذه التطورات والتحديات والتهديدات، واستغلالا للنجاحات المحققة في الحوار الوطني الجنوبي وميثاق الشرف...تفرض على قيادة الانتقالي التي أصبحت رقما قويا عسكريا وسياسبا حتى في اطار مجلس القيادة الرئاسي أن تسارع الخطى نحو تحصين البيت الداخلي وفي المقدمة القوات الجنوبية لتجاوز مظاهر الخلل التي كانت تصل إلى الفشل أحيانا في بعض الثغرات.

ومن أهم المهام التي يتوجب القيام بها دون تأخير:

1- الجمع بين وحدة وصرامة ومرونة اتخاذ القرار والسيطرة على كل وحدة عسكرية وحتى مستوى السيطرة على الأفراد.


2- إعادة النظر في هياكل القوات والوحدات اعتمادا على مبدأ القائد المناسب في المكان المناسب وعلى مباديء الكفاءة والنزاهة إلى جانب المبدأ الأهم وهو الولاء الوطني والثواب والعقاب وجعل القادة نموذجا وقدوة مشرفة لمرؤسيهم ولشعبهم ...وعلى نوعية وكفاءة القوات وليس على الكم العددي فقط.


3- إعادة انتشار القوات والوحدات والمواقع والنقاط وفقا للضرورات ومتطلبات مسرح العمليات ومناطق السيطرة الأهم ذات الأهمية الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية.
وأخيرا الاستفادة القصوى من الخبرات الجنوبية السابقة أولا وخبرات الأشقاء والأصدقاء ثانيا.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري