تحليل: رغم خراب مالطا...الحل بائن والحق بائن

رغم "خراب مالطا"...الحل بائن والحق بائن

العميد الركن ثابت حسين صالح*

ملت عامة الناس من استمرار الأزمات والحروب بين اليمن (الشمال) والجنوب التي دشنتها أزمة وحرب احتلال الجنوب عام 1994م.

وحدها فقط دوائر التآمر في الخارج وتجار الحروب والأزمات في الداخل...من لهم مصلحة مادية أو نزعة مريضة في استمرار هذه الحروب والأزمات بما فيها حرب 2015م المستمرة حتى الآن.

خسائر بشرية:

قدّر تقرير لبرنامج المتحدة الإنمائي صدر في نوفمبر 2021م أن الحرب في اليمن تسببت بمقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

اقتصاد منهار :

كشف تقرير اصدره مركز الابحاث العربي عن حجم خسارة اليمن بسبب الحرب والتي قدرهابين 170 و200 مليار دولار من ناتجه المحلي الإجمالي بين الأعوام 2015 إلى 2022، في حين غطت المساعدات فقط ما بين 10 و12% من الاحتياجات.

وعلى الرغم من تقديم أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات الإنسانية كما يذكر التقرير الصادر عن مركز الأبحاث العربي "عربية برين ترست" الذي أعده مجموعة من الخبراء الاقتصاديين اليمنيين والدوليين، إلا أن الصراع والحرمان مستمران، ولا يزال أكثر من نصف اليمنيين يعانون من الجوع، ومن بين خمسة ملايين نازح داخلي يشكل النساء والأطفال نسبة 80% منهم.

إنهيار كافة الخدمات العامة:

تسبب القتال في تعطيل الخدمات الأساسية، مثل الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم ومياه الشرب، بينما عجزت الحكومة المعترف بها دوليا، عن معالجة الأزمة الإنسانية وزادتها تفاقما.

وحذرت الأمم المتحدة من تآكل القوة الشرائية للأسر اليمنية خلال عام 2023 في ظل اضطراب الاقتصاد. وقال تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 21.6 مليون شخص سيحتاجون للمساعدة.

انسداد الافق السياسي والعسكري:

يمكن وصف الوضع في اليمن مع فشل معظم الجهود على تواضعها واهميتها بحالة اللاحرب واللاسلم.

الخلاصة:

خلقت حرب 2015م توازن قوى جديدة بين الجنوب والشمال كانت مختلة لصالح الشمال منذ حرب 1994م...حين نشر نظام 7/7 ثلثي الجيش اليمني في كل محافظات الجنوب، وركز جهده الأمني الرئيسي باتجاه الجنوب.

الفرصة سانحة الآن أمام كل قوى الشمال وعلى رأسهم الحوثيين للإعتراف بأن الله حق وعودة الدولتين حق وعدل.

ولا داعي لجولة أخرى من الحرب لخروج المغلوب ، إذ أن الجميع سيكونون مغلوبين.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري