تحليل: سيناريوهات التعامل مع التهديدات الايرانية في البحر الأحمر

سيناريوهات التعامل مع التهديدات الايرانية في البحر الأحمر

ثابت حسين صالح*

في محاولة لنقل المعركة بينهم وبين الجنوب والشعب في الشمال...كثف الحوثيون من معاركهم الإعلامية والعسكرية باتجاه تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
الحوثيون يهاجمون أي سفينة دون أن يتأكدون أنها إسرائيلية، وهذا دليل قاطع على أن هدفهم تهديد الملاحة الدولة وضرب اقتصادات الدول المرتبطة بباب المندب والبحر الأحمر كمصر واليمن وخاصة الجنوب.

إسرائيل تبدو ظاهرا انها تترك أمر التعامل مع إيران والحوثيين للولايات المتحدة:
تحاول واشنطن أن تجرب فتح نافذة عبر سلطنة عمان للتفاههم مع إيران وهي مصدر دعم الحوثيين ، رغم أن طهران تنفي صلتها بالهجمات وتتنصل عن مسؤوليتها في دعم الحوثيين، في محاولة للهروب من رد إمريكي ، على الجهة المركزية الداعمة مباشرةً ،لا على الأطراف المنفذة ، رد ليس بالضرورة أن يكون فقط عسكرياً، بل ربما يأتي في سياقات متعددة، منها وقف الإفراج عن المليارات المجمدة في البنوك الغربية ، وملفها النووي وتقوية العقوبات.

وتحديدا تركز الولايات المتحدة في هذا الاتجاه على مايلي:

1- الضغط على إيران لتوعز إلى الحوثيين بوقف انشطتهم ضد السفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

2- إقناع الدول المحيطة باليمن مثل السعودية، وتلك المستهدفة كممر عبور للهجمات كالأردن ومصر ، بمنع مرور الصواريخ في أجوائها وإسقاطها قبل الوصول لأهدافها.

3- إطلاق يد إسرائيل للتعامل مباشرة مع مصدر النيران، بقصف مناطق سيطرة الحوثيين.

حتى الآن لم يأت "الضغط"الأمريكي على إيران بأي نتائج فعالة ، نرى إيران تربط كل خطوة بمقابل سياسي مادي،في سياق الحصول على المزيد من التنازلات والمكاسب.

أما إقناع الدول العربية بإسقاط صواريخ الحوثي في أجوائها ، فقد يكون فاعلاً مع مصر والأردن فقط، ولكنه يبقى أكثر حساسية مع السعودية، بإعتبار أن وضعها الأمني الداخلي، وأولوياتها الإقتصادية النفط ، شديد الحساسية تجاه ردود فعل الحوثي العسكرية الهمجية.

أما إسرائيل فقد وجدت في تصرفات الحوثيين ذريعة لحشد سفنها وغواصاتها الحربية في البحر الأحمر.

ويبقى إقتصاد مصر من أكثر اقتصاديات الدول المتضررة من هجمات الحوثي، جراء شل فعالية قناة السويس وهي عمود الإقتصاد المصري ، ما يجعل مصر وهي دولة محورية ، دفاعاً عن امنها القومي منخرطة سياسياً وعسكرياً بقوة، لمواجهة مكامن الخطر المحدقة بأمنها القومي.

وبالتزامن مع تهديدات الحوثيين جاءت تحركات إسرائيلية أمريكية، لإنشاء تحالف من 38 دولة لاحتلال البحر الأحمر، بحجة حماية الممرات الدولية من هجمات الحوثيين في اليمن.

وخلاصة الأمر كله فإن المتضرر الأكبر وبالدرجة الأولى من تصرفات الحوثيين هو الدول المطلة على البحر الاحمر وخاصة مصر وجنوب اليمن.

وبشكل عام تشكل هذه التصرفات تهديدا جديا للملاحة الدولية، وهذا يوفر للقوى الطامعة المزيد من الذرائع لزيادة عسكرة البحر الأحمر.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري