تحليل: عضوا عليها بالنواجذ

الجمعة 19 يناير 2024 17:20:00
تحليل: عضوا عليها بالنواجذ

عضوا عليها بالنواجذ

ثابت صالح*

من أهم المكاسب والإنجازات التي تحققت للجنوب خلال هذه الحرب هي القوات الجنوبية، بغض النظر عن الأخطاء التي رافقت مسيرة إنشاء وعمل هذه القوات، وهي بطبيعة الحال أخطاء فرضتها ظروف المواجهة المستمرة مع قوات الغزاة الحوثيين وأعوانهم من الإخوان وجماعات القاعدة وداعش ومثيري الفتن والفوضى.

سنخصص هذا المقال للحديث عن النخبة الحضرمية كواحدة من أهم وأفضل الوحدات الجنوبية، ومكسب مهم لحضرموت أولا وللجنوب ثانيا.

اضطلعت هذه النخبة بأدوار ومهام تاريخية عظيمة وجسيمة.

قبل أن تنشأ هذه النخبة كانت حضرموت وخاصة ساحلها وعاصمتها المكلا تحت سيطرة تنظيم القاعدة منذ أوائل إبريل 2015م في عملية تخادم ضمني واضحة بين الحوثيين الذين كانوا قد غزوا معظم محافظات الجنوب منذ 20 مارس 2015 من ناحية،وبين هذا التنظيم الإرهابي والإخوان، من ناحية أخرى.

لذلك جاء القرار الجنوبي المدعوم من دول التحالف العربي بانشاء هذه النخبة وتسليحها وتنظيمها، اعتمادا على أبناء حضرموت وعلى وحدات المنطقة العسكرية الثانية، وأسندت للقائد العسكري المحنك صاحب التاريخ الجنوبي المشرف اللواء الركن فرج سالمين البحسني مهمة قيادة هذه النخبة في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، هذا القائد الذي أبلى بلاءا حسنا في قيادة معركة التحرير والبناء، كما عرفه الجنوبيون خلال قيادته لجبهة صلاح الدين عمران أبان حرب 1994م.

بعد التحرير أدت هذه النخبة دورا حاسما في الدفاع عن حضرموت التي ظل وما زال الحوثيون والإخونج وجماعات الإرهاب يتحفزون للانقضاض على هذه النخبة الحضرمية الجنوبية وعلى حضرموت الخير والحضارة.

وما انفكت قوى الشمال من بقايا نظام 7/7 الذين أصبح يقودهم الحوثيون منذ استيلائهم على صنعاء في سبتمبر 2014، ما انفكت هذه القوى تواصل محاولاتها للنيل من النخبة الحضرمية بكل اشكال التآمر والتحريض والتشويه،هذه القوى أدركت أن هذه النخبة هي التي أفشلت وستفشل بإذن الله كل أعداء حضرموت وأعداء الجنوب، بل واعداء السلام والأمان والاستقرار.

لذلك بات أبناء حضرموت يدركون أن عليهم أن يحافظوا ويدعموا نخبتهم الحضرمية الجنوبية كأنجاز حضرمي جنوبي يعول عليه حاضرا ومستقبلا.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري