محمود الصبيحي يا جلالة السلطان!
د. هشام السقاف
- تقبيل أيدي أردوجان على طريقة عسكر زعيل
- التحدي الحقيقي
- كهرباء.. كهرباء لحج
- محمد علي باشراحيل.. أيقونة عدن
بريق الوفاء لا يخبو في صدور أبناء الصبيحة كما هو لا يخبو في صدور أبناء لحج والوطن كافة نحو أشهر القادة وأشجع الرجال اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، وزير الدفاع وبطل ملحمة التصدي للعدوان على الجنوب والأسير الذي يحاصر سجانيه من داخل زنزانته.
جدد الوفاء للبطل الأسير، محافظ لحج اللواء الركن أحمد عبدالله التركي والأخ الأستاذ عبدربه غانم المحولي نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني بزيارة عرين الأسد، بمعية صحبة خيّرة من محبي محمود، وذلك لتفقد أسرته وأشباله الأبطال في «عزافة» بمديرية المضاربة ورأس العارة. وهي لفتة كريمة من بطلين من أبطال الصبيحة عركتهما الحرب الأخيرة فكانا فيها فرسي الرهان بالصمود أولا ثم الإقدام والجسارة لتحقيق نصر لا تحققه إلا أيادٍ مخضبة بالدماء، مصداقاً لقول شوقي:
وللحرية الحمراء بابٌ ** بكل يد مضرجّة يدق
وتلت تلك الزيارة زيارة أخرى قامت بها كوكبة من وجهاء لحج لذات الغرض.
وتذكرت يوم زرنا البطل في «عزافة» مباركين كسره للحصار الأول وخروجه المبهر من صنعاء في اختراق لا يحدثه إلا من حمل روحه في كفه مثل محمود الصبيحي، وما أكثرها ملاحمه ووقائعه التي اجترحها هذا البطل، وكأنه (يأتي المنيّة من بابها) دون مهابة أو خوف، بشجاعة وحكمة معا، بعد أن درس وتفقه واستوعب فنون الحرب الحديثة في أرقى المعاهد والجامعات، وكانت شجاعته الفطرية كأي صبيحي آخر، إلى جانب علومه العالية تضفي عليه اتساقا في الشخصية وكاريزما مؤثرة في السلم والحرب معا.
كانت معارك الاجتياح الأول للجنوب صيف 1994م لم ينقشع غبارها بعد عندما سطر هذا البطل ملاحمه التي لا تنسى في جبهات القتال في طور الباحة وساحل المضاربة وخرز وصلاح الدين وبير أحمد وغيرها، لتكون بمثابة نقوش لا تمحى في جدارية الوطن وذاكرة الأجيال.
إن رمزية القائد البطل محمود الصبيحي الوطنية - عسكرية وشعبية - ستظل ملهمة للجميع نحو حراك مجتمعي لا يتوقف للضغط على سجانيه أن يطلقوا سراحه وسراح زملائه الأبطال وتحميلهم المسئولية الكاملة عن سلامته والحفاظ على حياته.
وأن يكون هذا الحراك موجها ايضا نحو الحكومة والسلطة الشرعية وخاصة وزارة الخارجية ووزارة حقوق الإنسان لجعل هذه القضية في رأس الأجندة التباحثية مع الجهات المعنية أو الدول صاحبة التأثير دولية كانت أو إقليمية.
وأجدها مناسبة أن أتوجه إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد مناشدا جلالته بالتدخل لدى الحوثيين في صنعاء للإفراج عن هذا البطل وزملائه الأبطال اللواء ناصر منصور هادي وفيصل رجب وهي مكرمة ستضاف إلى مكارم جلالة السلطان قابوس ودولة عُمان الشقيق نحو اليمن وأهله.