تحليل: الحوثيون جماعة ارهابية

الأحد 18 فبراير 2024 00:39:10
تحليل: الحوثيون جماعة ارهابية

الحوثيون جماعة ارهابية

الأسباب والمترتبات وجدية القرار

ثابت صالح*

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، يوم أمس الجمعة ١٦ فبراير، دخول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين كجماعة إرهابية حيز التنفيذ.

وفي يناير الماضي، صنّفت واشنطن الحوثيين"ككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص"، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224"، بعد نحو 3 سنوات من إزالة الجماعة عن قائمة "المنظمات الإرهابية" الأجنبية...بعد وصول الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض مباشرة.

يتساءل الناس ما الأسباب التي رجحت كفة المطالبين بتصنيف الحوثيين جماعة ارهابية؟، وما مترتبات هذا التصنيف؟ وما جديته أساسا؟

الهدف الرئيسي للقرار الامريكي بشأن تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية يستهدف عرقلة "تمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية"،بسبب رئيسي مباشر هو ما أحدثته هذه الجماعة المرتبطة بإيران من تعطيل لحركة التجارة في البحر الأحمر.

بمعنى آخر نحن أمام محاولة من جانب واشنطن لوقف الهجمات التي تشنها الجماعة المدعومة من طهران في اليمن، على مسار الشحن الدولي في البحر الأحمر...بعد الضربات التي وجهت لضرب أهداف حوثية في عدد من محافظات الشمال اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ ٢٠١٤م.

ماذا يعني هذا القرار؟

!- الإعلان الأمريكي رسميا بتصيف حركة "أنصار الله"، "كيانا إرهابيا عالميا مصنفا تصنيفا خاصا"، يعني عمليا تجميد الأصول التي تملكها الحركة في الولايات المتحدة وقطع مصادر تمويلها.

٢- هذا التصنيف يعد أداة مهمة لعرقلة تمويل العمليات الإرهابية للحوثيين، وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم.

٣- يهدف التصنيف إلى منح وزارة الخزانة يدا أوسع لإصدار العقوبات والإشارة إلى الحكومات الأجنبية الأخرى أو الأشخاص أو الشركات بأنها قد تفقد إمكانية الوصول إلى النظام المالي الأميركي، إذا خالفت العقوبات.

ووفقا للتصنيف الجديد سيتم تجميد جميع أصول الأفراد أو الكيان المدرج ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة ويمنع الأشخاص الأميركيون من المشاركة في أي معاملات مالية أو تجارية.

هل سيؤثر القرار على الوضع الانساني في اليمن؟

أعتقد إن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة لن يتضمن عقوبات على تقديم "الدعم المادي" ولا حظر السفر وبالتالي لن يشكل عائقا كبيرا أمام تقديم المساعدات للمدنيين اليمنيين.

وماذا عن الحوثيين؟

أعتقد أن لقرار الأميركي لن يؤثر بشكل كبير على قدرات الحوثيين إلا من الناحية السياسية ، إذ سيشعرون بوجود ضغط دولي على الجانب السياسي، ولكن على الجانب العملي هذه الجماعة كانت تتوقع هذا القرار ولهذا حصنت نفسها بشبكة تمويل بعيدة عن الأنظمة المالية الدولية التي يمكن ملاحقتها.

ولن يتأثر قادة الحوثيين الذين يجمعون ثروات هائلة من الافتصاد الخفي للحرب ، وقد يساعدهم التصنيف الجديد على التهريب والربح أكثر ...في الوقت فيه ستزداد معاناة الناس فقرا ومجاعة.

وخلاصة الأمر لا يجب التقليل من أهمية القرار الأمريكي ضد الحوثيين زيادة عزلهم سياسيا...ولكن هذا القرار وحده لا يكفي...إذ لم يتوافق مع إجراءات أخرى ضد الجماعة وضد إيران وضد الدول والجماعات التي شكلت شريان الحياة والدعم للحوثيين.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري