تحليل: ما حقيقة امتلاك أو قدرات الحوثيين على اطلاق صواريخ فرط الصوتية؟

ماحقيقة امتلاك أو قدرات الحوثيين على اطلاق صواريخ فرط الصوتية؟

ثابت حسين صالح*

أثارت تهديدات الحوثيين باطلاقهم صواريخ الفرط الصوتي، ردود أفعال بين السخرية من هذا التهديد، وبين البحث والتحري ووضع هذا التهديد على محمل الجد.
في هذه المقالة القصيرة نحاول مناقشة هذا الموضوع بشكل عقلاني وموضوعي.

سلاح فرط الصوتي هو السلاح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت بمقدار بين 5 و 25 ضعف سرعة الصوت أو حوالي 1 إلى 5 أميال في الثانية 1 إلى 5 ميل في الثانية (1.6 إلى 8.0 كم/ث). بينما فوق هذه السرعات، تنفصل جزيئات الغلاف الجوي إلى بلازما مما يجعل التحكم والاتصال صعبًا.

ما خصائص هذا الصاروخ؟

١- سرعة هذا الصاروخ يمكن أن تصل إلى 10 آلاف كيلومتر في الساعة.

٢- يعمل بالوقود الصلب.

٣-يجب أن يحتوي هذا الصاروخ على رأس حربي عامل، وأنظمة توجيه ومراقبة طيران مناسبة تضبط طيرانه أثناء الاختبار على طول طريق معين باتجاه هدفه.

من يملك هذه الصواريخ؟

مثل هذه الصواريخ تُستخدم في روسيا، كما أنها عُرضت خلال التدريبات والاستعراضات في كل من الصين وكوريا الشمالية.

الولايات المتحدة تعمل على تطوير مثل هذه الصواريخ، وأيضا إيران عرضت صاروخها الفرط صوتي العام الماضي.

وهذا يعني أن الولايات المتحدة، بمجمّعها الصناعي الدفاعي بأكمله، لا يمكنها إكمال إنشاء أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت ووضعها في الخدمة بهذه السرعة.

هل امتلك الحوثيون مثل هذا السلاح وكيف؟

أولا من المستبعد أن يكون للدول الرائدة في مجال الصواريخ الفرط صوتية كروسيا والصين أي علاقة بتسرب هذه التكنولوجيا...ناهيك عن تسليمها للحوثيين.

لكن هناك احتمال أكثر ترجيحا أن يكون الحوثيون قد حصلوا على مثل هذه الصواريخ من إيران، أو كوريا الشمالية أيضا.لأن كلا البلدين يمتلكان صواريخ فرط صوتية.

ومع ذلك من المستحيل نقل تقنيات الإنتاج هذه إلى مناطق سيطرة الحوثيين كونها معقدة للغاية.

ليس لدى الحوثيين معاهد بحثية، ولا مواقع اختبار متخصصة، ولا أي كيانات علمية عسكرية من هذا القبيل.

وبحسب خبراء روس متخصصون: فإنه لإنشاء صاروخ فرط صوتية، لا يكفي إيصال الصاروخ إلى السرعة المطلوبة، بل لا بد من مراعاة العديد من الجوانب الفنية الأخرى التي لا يستطيع المهندسون الحوثيون او غيرهم في اليمن القيام بها. 

وخلاصة الأمر ليس لدى الحوثيين متطلبات إنتاج هذه الصواريخ أو استخدامها بمفردهم...واذا ما وصلت فعلا اليهم مثل هذه الصواريخ أو حتى تقنياتها...فإن المؤكد أن دولا معينة تحاول استخدام هذه التقنيات الحديثة ضد دول أخرى كالولايات المتحدة وبريطانيا عن طريق وكلاء اخرين كالحوثيين وفقا لفكرة "عدو عدوي صديقي".

لكن يظل هذا الأمر مجرد احتمال يمكن تأكيده أو نفيه خلال الأيام القادمة.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري