تحليل: لا سلم ولا حرب

لا سلم ولا حرب

ثابت حسين صالح ثابت*

لا توجد أي مؤشرات ميدانية على قرب انتهاء الحرب في اليمن.

فما زالت أسباب ومحفزات وعوامل نشوء الحرب قائمة في ظل غياب الحسم العسكري من ناحية، وغياب الحل السياسي الشامل والعادل، من ناحية أخرى.
العكس هو الصحيح تماما في سلوك الحوثيين العدواني مقابل استمرار حالة التراخي الحكومي "الشرعي".

تعقيدات المسار السياسي المكوكي تزداد بالتزامن مع قيام جماعة الحوثي بالتعبئة العامة من خلال التحشيد إلى معسكرات التجنيد، وإعداد العدة لما اطلقوا عليها معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، كل الاحتمالات مفتوحة بما فيها بل وأولها إعادة التصعيد العسكري.

وكان زعيم جماعة الحوثيين المدعو عبد الملك الحوثي قد أعلن في 22 فبراير الماضي، أن حصيلة التعبئة بلغت 237 ألف مقاتل.

وأكد الحوثي أن "العروض العسكرية بلغت 248 عرضا عسكرياً والمناورات بلغت 566 مناورة والمسير وصل إلى 359 مسيراً عسكرياً".

ما زال الحوثيون يسيطرون على الشمال بالقوة الغاشمة ويتحفزون للاستيلاء على ما تبقى خارج سيطرتهم في كل من مأرب وتعز ، ومازالت اعتداءات مليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه الجنوب شعبا وارضا مستمرة، ناهيك عن قيام الحوثيين بافتعال أزمة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما أدى إلى عسكرة هذا الشريان الحيوي الهام .

من ناحية الحكومة ومجلس القيادة (الجناح الشمالي)، فلا مؤشرات على وجود استعدادات ميدانية لمواجهة مليشيات الحوثي سواء كان في الشمال أو لمواجهة اعتداءات الحوثيين ضد الجنوب، بحيث بدى اتفاق استوكهولم وكأنه قد وفر للحكومة والمقاومة في الشمال مبررا كافيا للتملص من مواجهة الحوثيين.

أما بالنسبة للقوات المسلحة الجنوبية فقد كانت وما زالت في حالة حرب دفاعية لم تتوقف منذ عام 2015 م، ليس فقط في مواجهة مليشيات الحوثي، بل وفي مواجهة تنظيم القاعدة وحروب الفوضى والخدمات.

ما يزال الحوثيون يهددون بالصواريخ الباليستية والطيران المسير ويحظون بدعم ايراني شامل...وهذا يفرض على التحالف دعم القوات الجنوبية وأي قوات مناهضة للحوثيين للتغلب على هذه الفجوة الخطيرة. ومن حيث المبدأ فأن الحروب لا تحسمها الصواريخ والطيران بل تحسمها الإرادات والقوات البرية والاسناد الشعبي وعوامل أخرى عديدة.

هناك قاعدة معروفة: إن أردت السلام استعد للحرب.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري